حديث وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد عن رؤية ٢٠٣٥ بشأن مشروع تطوير الجزر الكويتية، كان اكثر من رائع ومميز، حيث إنه قدم الحلول، وجاء ذلك في ظل الركود الاقتصادي الذي نعيشه مقارنة ببعض الدول الأخرى، والذي دائما ما يجعلنا في حالة خوف من المستقبل.
أهم ما استوقفني في حديث الشيخ ناصر عندما أكد على عدة نقاط ابرزها ربط الاقتصاد بالأمن، وهذا جزء اساسي ومهم جدا خاصة ان موقع بلدنا في أمس الحاجة الى هذه الخطوة، ما يؤكد وجود فكر اقتصادي متمكن قادر على خلق أمن بالإضافة الى مصدر دخل آخر بجانب مصدر دخل النفط الذي مازال يمثل اكثر من ٩٤% من ميزانية الدولة.
وكذلك هناك أمر مهم جدا تطرق له الشيخ ناصر عندما قال إن دخل النفط بعد ٤ سنوات لن يكفي الا لدفع رواتب الموظفين، وهذا نذير خطر جاء من مسؤول دولة يعني ما يقوله، فمن هذا الباب على الحكومة ان تأخذ هذا التصريح بعين الاعتبار قبل سقوط الفأس بالرأس، وحينها لن ينفع اي صوت حكومي يسعى للتبرير او رمي الاسباب على تراكمات حكومات سابقة.
وما قاله الشيخ ناصر هو أمر طبيعي وقد يحدث فعلا بعد ٤ سنوات في ظل هبوط اسعار النفط، فضلا عن وجود عجز سنوي في الميزانية يتم سدها من صندوق الاجيال، والإنذار الذي اطلقه الشيخ ناصر يؤكد رغبته الملحة في حل تلك المعضلة واستمرار بلد الرفاه، وذلك من خلال مشروع تطوير الجزر، والعمل على شراكة وجذب المستثمر الأجنبي، وفتح قنوات شراكة جديدة لبناء الجزر مع دول مجاورة من دون السماع لاصوات النشاز التي لا يحكمها عقل بقدر ما تحكمها الكراهية، والبدء بتلك الخطوة ينم عن عقلية اقتصادية جبارة قادرة على فهم متطلبات المستقبل وتحقيق طموحات الاجيال القادمة، وهنا حتما ندرك معنى اهمية مفهوم ربط الاقتصاد بالأمن.
مجرد البدء برؤية ٢٠٣٥ بمباركة السلطتين التشريعية والتنفذية وذلك من خلال تسهيل كل الاجراءات وكسر كل العراقيل والصعاب وتسهيل الاجراءات على المستثمر الاجنبي، هنا سنشعر بوجود جدية في تحقيق هذا الحلم الذي كان الحديث عنه منذ الثمانينيات ولكن كان مجرد حبر على ورق، اليوم علينا البدء بالخطوة الاولى خاصة بوجود دول ابدت استعدادها للشراكة في تطوير تلك الجزر، فلن يبقى الا التنفيذ ولنا في امارة دبي عبرة وكذلك في سنغافورة، فالأمر بحاجة الى اصرار وإرادة ومتخصصين يعشقون بلدهم، والمهم والأهم هو ابعاد اي صراعات للتكسب من هذا المشروع، وان توضع رؤية صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، اولوية بعيدا عن الترضيات التي تكون سببا في افشال المشاريع الكبرى.
وانا على ثقة بأن الشيخ ناصر صباح الاحمد مع فريق العمل، قادرون على تحقيق هذا الحلم، وهو حلم كل كويتي يسعى للمصلحة العامة، والأمر الذي يجعلنا اكثر ثقة هي مشاريع الديوان الأميري الاخيرة التي انجزت بوقت قياسي ومن دون اي عراقيل، حتى ان البعض تمنى أن تتحول كل المشاريع الكبرى تحت قيادة وتنفيذ الديوان الأميري الذي نجح نجاحا كبيرا وابهرنا بجمال وجودة مشاريعه، ومعروف عن الشيخ ناصر انه ذو عقلية اقتصادية متميزة، لذا نتمنى أن يترجمها الى ارض الواقع على اراضي الجزر الكويتية.
[email protected]