قد تسمع عبارة باستمرار «ليش حظي سيئ».. هناك كثيرون يشتكون من سوء حظهم، ودائما ما يقارنوا انفسهم بغيرهم من الذين يملكون حظا في حياتهم اليومية مما يجعل نفسياتهم غير مستقرة وفي حالة اكتئاب حتى تصل حالتهم إلى النظر إلى أملاك غيرهم وقد يصل الأمر للحسد.
قد تكون معايير الحظ مختلفة من شخص لآخر ولكن دائما ما تقاس لدى كثير من الناس والمجتمعات بالثراء والحصول على المناصب والشهرة والزواج والربح الذي يأتي من غير تعب وغيرها من أمور أخرى، وغالبا ما تطلق كلمة محظوظ على الشخص الذي تسهل عليه الأمور في كل خطوة يخطوها في حياته، الأمر الذي جعل بعضا ممن يشعرون بأنهم سيئو الحظ يقومون بالبحث عن مشعوذين لصناعة أداة تجلب لهم الحظ حتى ان منهم يدفع المال للحصول على هذا الوهم!
٭ هناك رجل سمع ابنه يعاني من سوء حظه ويتذمر بأن كل الناس افضل منه، وحظه السيئ هو مصدر تعاسته في هذه الحياة، فحزن الأب على ابنه وحاول أن يقنعه بأن حصول الآخرين على ما تتمناه هذا لا يعني أنهم افضل حظا منك، وقد تكون انت أوفر حظاً منهم ولكنك لا تشعر بنعمة الله عليك، فرد الابن: كيف يا أبي!
الأب: هل تأتي معي للمستشفى، فذهبا معا: فقال الأب للابن: هذا المريض الذي يتألم يملك الملايين والعقارات والأسهم، وهذا المريض الآخر كان وزيرا والناس تتمنى لقاءه للحصول على مكاسب، وذاك المريض كان مشهورا تلاحقه المعجبات لتلتقط الصور معه، ولو تنظر لجميع المرضى فتجدهم ممن كان يقال عنهم ذات يوم بأنهم محظوظون، فأين هذا الحظ؟!
٭ فلو خيّروك بأن تأخذ كل ما يملكون من مال ومناصب وشهرة وتأخذ أمراضهم، وفقط تمنحهم صحتك، ماذا سيكون اختيارك؟!
فرد الابن: لا يمكن أمنحهم صحتي وأخذ ما يملكون لأنها من غير الصحة والعافية لن اكون سعيدا بما حصلت، فرد الأب: إذا انت يا ابني محظوظ بالصحة التي منحك إياها الله سبحانه، فمن خلالها تستطيع ان تحصل على كل شيء سواء كان مالا أو منصبا خاصة إذا كان لديك طموح وعملت من اجله بجد.
فذو الحظ الكبير هو من يمنُّ الله عليه بالصحة والعافية وليس بمال أو منصب أو شهرة، فابتسم الابن وأدرك حقيقة تجربته مع والده وتأكد أنه فعلا محظوظ بالصحة التي هي الطريق لكل الأمنيات.. فشكروا الله على الصحة والعافية واعتبروها نعمة عظيمة.
[email protected]