Note: English translation is not 100% accurate
أطفالهم وأطفالنا
الاثنين
2006/10/9
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : حسن الصايغ
قتل ستة أطفال في احدى المدارس الخاصة بولاية بنسلفانيا الأميركية على يد شاب قيل انه مختل عقلياً، وأضحت تلك القضية الخبر الرئيسي والأول على القنوات المتلفزة متقدما على سائر الأخبار السياسية.
ونحن نشارك أهالي ألأطفال أحزانهم وآلامهم التي آلمتنا لهول الجريمة بحق أطفال أبرياء لا ناقة ولا جمل لهم باختلال عقل هذا الشاب.
تلك الجريمة التي شهدتها ولاية بنسلفانيا الأميركية ليست الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، ولكنها مكملة لعدة جرائم شهدتها المدارس الابتدائية والثانوية وحتى الجامعات، ما دعا السلطات الى دراسة إصدار تشريع يمنع بيع وحمل السلاح لمن هم دون الحادية والعشرين، وذلك لمعالجة ارتفاع جرائم القتل بالسلاح الناري.
الولايات المتحدة الأميركية حزنت لمقتل الأطفال مثلما حزنت قبلا لمقتل طلبة بعض المدارس، وذهبت وسائل الإعلام الأميركية الى درجة فرض هذه الجريمة على مشاهدي قنواتها الإخبارية المحلية والعالمية على حد سواء.
وكما أسلفت أحزنتنا هذه الجريمة، إلا ان مظاهر الحزن لن ترقى إلى مرتبة الحزن الذي يعيشونه، أتسألونني لماذا؟
أجيبكم بالقول: في يوليو الماضي شهد الجنوب اللبناني جرائم عدة على يد القوات الصهيونية، وأتت صواريخ طائراتهم الحربية على بيوت لأسر وعائلات لا دخل لها في الحرب، وراح جراء هذه الحرب المئات من الرجال والنساء والأطفال، نعم أطفال في عمر الزهور.
ولعل جريمة استشهاد طفل لبناني لم يتعد عمره شهوراً قليلة لم تحرك ساكنا لدى وسائل الإعلام الأميركية، ولم تبرزه على قنواتها الإخبارية لتفضح جرائم العدو الصهيوني بقدر ما أبرزت وجوب هذه الحرب للقضاء على المقاومة اللبنانية التي قادها حزب الله ضد الآلة العسكرية الإسرائيلية، وتمكن باقتدار من مواجهتها وإفشال مخططها الرامي الى تمزيق لبنان واشعال حرب بين طوائفه.
وقبل أطفال لبنان لعلكم تتذكرون الشهيد محمد الدرة الذي قتلته القوات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هذا الطفل الذي احتمى بوالده، فلم يستطع أن يمنع الرصاص الإسرائيلي من قتله بدم بارد.
لم تتحرك المنظمات الدولية الإنسانية ولا الدوائر الأميركية للاحتجاج على الجريمة، مثلما لم تنطق بكلمة عن مقتل عشرات الأطفال اللبنانيين، وأرادوا منا ألا نحزن على اطفالنا مثلما يريدون الآن ان نشاركهم في أحزانهم لمقتل الأطفال في مدرسة مدينة بنسلفانيا.
والمحزن في الأمر أن وسائل الإعلام العربية أبرزت جريمة مقتل الأطفال الأميركيين بصورة أوسع مما تناولت به جريمة قتل أطفال لبنان وفلسطين، وهو ما يدعو للأسف والأسى، حيث أصبحت وسائل إعلامنا أسيرة للإعلام الأميركي، خوفاً من اتهامها بالتطرف والإرهاب، وهو اتهام أصبح مقبولاً دون اعتراض.
رحم الله شهداءنا، الأطفال منهم وغيرهم، وجعل الجنة مثواهم إن شاء الله.
اقرأ أيضاً