Note: English translation is not 100% accurate
أحزاب وتفرقة
الثلاثاء
2006/11/14
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1525
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : حسن الصايغ
حسن الصايغ
نشرت وسائل الإعلام العربية خبراً عن امرأة عراقية تم تطليقها من زوجها الذي ينتمي إلى طائفة إسلامية غير طائفتها بسبب اتهام الزوج بضلوعه في أعمال ارهابية طالت مواطنين عراقيين من طائفة الزوجة.
الخبر بالنسبة لنا اعتيادي، وكثيرا ما نقرأ مثيلا له في كثير من الدول التي تتصارع فيها الطوائف والأحزاب الفكرية والسياسية، لكن غير الاعتيادي هو كيف يحدث ذلك في ظل ما نؤمن به من ان الاسلام واحد والإيمان بالله واحد والإيمان بخاتم الأنبياء واحد، ولم تتحرك أي من الطوائف المتصارعة في العراق ومن يؤيدها على الساحة العربية لوأد تلك الجريمة بحق الأسرة المسلمة.
أسوق هذه المقدمة بعدما ازداد الحديث على ساحتنا المحلية والدعوة الى تشكيل الأحزاب في الكويت بدعوى ان الديموقراطية لن تكتمل ما دامت الأحزاب غائبة عن الساحة.
وأشارك الزميل فيصل الزامل في قوله إنه لا يمكن الأخذ بنظام الأحزاب بغير تدعيمه بدراسة شاملة، دارسة تتناول الوضع المحلي.
وأزيد طبيعة المجتمع الكويتي الذي نعتقد انه لن يؤيد قيام الأحزاب بالشكل الذي قامت عليه في الكثير من الدول العربية، أحزاب لا تبغي سوى الوصول للسلطة على حساب تحقيق طموحات المواطنين دون تفرقة أو تسلط وكبت الحريات وإقامة المعتقلات وبث الرعب في نفوس الناس.
بالرغم من كون الدستور الكويتي، الذي احتفلنا أخيرا بمرور 44 عاماً على وضعه، لم يتطرق الى تشكيل الأحزاب، الا ان الكويت شهدت منذ سنوات قليلة تشكيل الكتل البرلمانية من مجموعة نواب اتفقوا على فكر معين وتوجه معين، هذا بالاضافة الى الإعلان عن قيام تنظيمات سياسية غير معترف بها تشريعيا، والتي شاركت بمرشحين لها في الانتخابات البرلمانية في تسعينيات القرن الماضي ولاتزال تشارك.
وللحقيقة علينا ان نعترف بأن من مساوئ قيام هذه الكتل والتنظيمات السياسية انها أشاعت الفرقة بين الناس، وبدأ كل فريق وتنظيم يحارب الآخر ويخطط للقضاء عليه، سواء في مؤسسات المجتمع المدني أو حتى في الجمعيات التعاونية، وهي مؤسسات معنية بقوت الشعب.
ومن غير المقبول القول إن المجتمع الكويتي لا يعلم أبعاد الحياة السياسية ودهاليزها، بل هو ـ على العكس ـ قادر على تمييز الصالح له من غير الصالح، كما ان هذا المجتمع مهما ملك من الحريات، فهو لا يقبل بأي حال من الأحوال ان تتنازعه الأحزاب السياسية وتفرقه.
ومن السابق لأوانه الدعوة الى قيام الأحزاب في الكويت تحت ذريعة استكمال صور الديموقراطية، بل من اللازم التمسك بالمكاسب الدستورية التي ارتضاها الشعب وباركها أبوالديموقراطية الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، طيب الله ثراه، وسار على نهجه أمراء الكويت ودافعوا عن هذه المكاسب ودعموها بخطوات تصحيحية وإصلاحية.
نقولها بملء الفم: لا نريد أحزابا في الكويت، ولا نبغي أن نشهد صراعات كالتي تشهدها كثير من دول العالم الثالث.
اقرأ أيضاً