سبق ان تحدثت عن تعليق «أوبرا ونفري» عن الشعب الكويتي في كل ما يخص حياته ومعتقداته وأفكاره. انتقدت الإعلامية القديرة تصرفات أهل الكويت وعلقت بما يشبه السخرية على أمور هي موجودة في جميع دول العالم الغنية منها والمتوسطة، لكنها ركزت بما يشبه الاستهزاء على ما هو موجود في هذا الوطن العزيز. تعليقي على مجمل كلامها دفاعا عن أرض طيبة وشعب أكثر طيبة أن ما ورد في كلامها فيه نوع من الظلم لهذا الشعب مذكرا إياها بما يلي:
ـ الشعب الكويتي منذ سنوات قلائل كان من أفقر دول العالم فكان الزوج يموت في صراعه مع البحر والابن يحتضر جوعا ومرضا ولم يمد لنا أي كائن كان من الدول الغنية بطعام أو شراب أو دواء إلا القلة المعروفة بمراعاة حقوق الإنسان والتي تعمل وفق العمل التطوعي.
ـ إن البيوت في الكويت القديمة كانت تبنى بسواعد أبنائها دون وجود أبناء الجالية المصرية التي قالت العزيزة أوبرا انهم من يقومون ببناء بيوتنا.
في الماضي والمتعارف كان موجودا ما يسمى بالعبيد أولئك الذين يخدمون داخل البيوت وهذا النظام كان معمولا به في غالبية الدول الغنية منها والفقيرة وكان منتشرا في الكويت كما كان منتشرا في أميركا وليومنا هذا.
ـ نظام الخدم يتعامل به أفراد المجتمعات كلها حتى في المجتمعات الفقيرة وليس مقصورا على الكويت فقط ومنتشر في الولايات المتحدة ولكن لكل بلد نظمه المختلفة فلا عيب أن تعمل في خدمتنا بعض الجاليات ولا عيب ان اعتمدنا في أكلنا عليهم لأن هذا الأمر ليس من الأمور التي تتفرد بها الكويت دون غيرها.
ـ الإعلامية القديرة ذكرت وجود الجالية الهندية والتي تعمل كسائقين لأبنائنا والظاهر أن الأخت العزيزة لا تدري أن وجود السائق شيء أساسي فقديما كان يعتمد عليه لعدم قيادة المرأة للسيارة وحاليا مع التزام المرأة بعمل ووظيفة، ناسية أن السائق يعتمد عليه في غالبية دول العالم وليست الكويت وحدها وان الجالية الهندية من أفضل الجاليات في العالم ومنهم الطبيب والمهندس وليس فقط في قيادة السيارات وأن المرأة الكويتية من أوائل نساء العرب التي قامت بالقيادة.
ـ الأخت تعيب علينا كشعب الابتعاد عن الوظائف الدنيا وهذا ليس بعيب فنحن ولله الحمد دولة غنية وعدد الشعب قليل ونملك حكومة رائعة تحترم مواطنيها ولدينا من الشهادات العليا الكثير ومن الكفاءات الأكثر ونعمل في مجالات عدة تخدم هذا الوطن المعطاء ونظرة لدول أخرى مثل «ألمانيا» مثلا فهي تستعين بالجاليات الأخرى كالتركية والمغربية للعمل في مثل هذه الوظائف وهناك العديد من الدول التي يترفع مواطنوها عن العمل في تلك الأعمال والاعتماد على جاليات أجنبية فلا أعتقد أن في الأمر ما يقلل من شأنها أو شأن شعبها.
ـ وجود جاليات مختلفة في الكويت دليل على وجود رزق لهم ودليل على شعورهم بالراحة والحرية في التنقل والعمل والديانة فلا أعتقد أن أي جالية لا تجد راحتها في أرض تبقى فيها أو تستمر رغم التغرب ولولا مراعاة حقوق الإنسان من مبدأ الإسلام أولا لما وجدت أي جالية رغبة في البقاء وكما للكويتيين تجاوزات وسلبيات فلابد أن تكون لهم ايجابيات ومميزات والإعلام النزيه هو الذي يركز على كلا الجانبين، والإعلامي الناجح هو الذي يلقي الضوء على الاثنين معا وإلا كانت له مآرب أخرى.
[email protected]