حين تبدأ الموهبة تظهر لدى أي منا مبكرا في سنواتنا الأولى تصقل نفسها على مدى سنوات أعمارنا ونبدأ بالحلم بأن نصل إلى كذا وكذا، وقد تنحرف مساراتنا قليلا عن الهدف المنشود لأي سبب كان، ربما لدخول الدراسة الجامعية وانشغالنا فيها وربما لبدء حياة زوجية تستنزف طاقتنا وأوقاتنا وربما لقيود زوج أو سيطرة تقاليد وعادات، وربما لأشياء مختلفة ومتعددة.
لكن يظل الحلم عالقا في الروح، ممتدا في الفكر، مسيطرا على العقل، وتظل الرغبة في تحقيقه وإن طال الزمان، الرغبة في أن يأخذ الفرد منا مكانه في موهبته بشهرة أو إصدار كتاب أو استمرارية عمل يفيد هذه الموهبة بصورة أو بأخرى، يظل الأمل بأن العمر وإن ضاع بعيدا عن هذا الحلم لابد أن يعود للبداية ولابد أن يحقق ذاته من خلاله وأن تصل الرغبة للواقع والوقوف على الأرض التي طالما حلم بها.
لي صديقة حدثتني ذات مساء بأن العمر مضى وأنها اليوم تملك القدرة على تغيير انتمائها ولديها الرغبة في العودة للحلم والتأكيد على تحقيقه وأن الـ 10 سنوات القادمة يجب أن تختلف عن كل تلك السنوات السابقة، كلامها يفرض الأمل في حياتنا نحن الذين تخلينا يوما عن أحلامنا سواء برغبة منا أو فرضت علينا بأن الوقت قد حان لننفض الغبار عن موهبة صادقة صالحة وهذه الموهبة لن يؤثر عليها الزمن وستظل مثل الذهب يعود إليه بريقه ـ إن نحن أردنا ذلك ـ ويزيد ثمنه ويرتفع رغم أنف الزمان.
كتابي الأول صدر وإن تأخر كثيرا وإن تأخرت أنا أيضا عن سرب الكتاب الذين بدأت قبلهم، لكنه الحلم الذي تحقق والذي أعطى للحياة بريقا مختلفا يقول إن هناك أملا، وهناك رغبة، وهناك حلم يتحقق، وإن طال الزمان.
[email protected]