تمر علينا نوعيات كثيرة من البشر في حياتنا بحكم العمل أو بحكم العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة أو عن طريق الصداقات والمعارف، فيترك بعضهم في نفوسنا أثرا طيبا لا تمحو ذكراه الأيام أو السنون ويترك الآخر مواقف سيئة تثير داخلنا أنواعا شتى من الأحزان والآلام على مثل هذه المعارف.
هناك من يمد لك يد العون ويؤازرك ويشاركك كل ما تمر به من أحزان أو أفراح، تراه يبتسم معك ويبكي معك وينصحك حين تحتاج للنصيحة ويساندك حين تحتاج للمساعدة والنصر ويقول كلمة الحق فيك أمامك وفي غيابك هؤلاء هم الصحبة الحسنة، هؤلاء هم الذين تشتاق إليهم وتشكرهم ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، هؤلاء فعلا هم من يطلق عليهم لقب صديق.
الإنسان بفطرته واجتماعيته لا يمكن أن يتواجد منفردا في هذه الحياة ولا يمكن أن يعيش دون الآخرين، لكن إن كان الآخرون من أصحاب السوء والنميمة والكذب فالتخلي عنهم في هذه الحال أفضل من تواجدهم في حياتنا وعبر دروب أيامنا، لأن وجودهم سيزيد الأمور سوءا وتعقيدا ولن يضيفوا شيئا لحياتنا إن لم يسيئوا إليها.
نحن بحاجة في هذه الأيام الصعبة التي نمر بها مع كل ما في الحياة اليوم من تعقيدات لأصدقاء يضيئوا لنا الدروب، نجدهم حين نحتاج لتواجدهم، فالصديق وقت الضيق، نلمس إخلاصهم لنا في حضور أو غياب في كلمة أو فعل في تجربة مؤلمة أو حالة مفرحة.
الأيام عبر تجاربك فيها تدرك من خلالها بحس الخبرة اليوم من هو الصديق حقا ومن هو الذي يخاف عليك كخوفه على نفسه ومن هو الذي يقف بجانبك حين الحاجة وخلفك حين السقوط وأمامك كقدوة لك. هؤلاء، نشكر الله على أن تواجدوا في حياتنا ذات يوم ونتمسك بهم وندعو لهم، أما الذين تخلوا عنا حين الحاجة وحين الألم وحين التجربة المرة فوجودهم كعدم وجودهم بل الأفضل أن يرحلوا عن حياتنا فحياتنا بدونهم أفضل.
للمخلصين من الأصدقاء أقول شكرا وللمخلصين من الأقارب أقول شكرا مع دعواتي للجميع بالهداية والمحبة.
[email protected]