«بيتر» مواطن پولندي شاهدت اللقاء معه في برنامج «صباح الخير يا كويت» الناجح، خاصة بتنوع فقراته، وإن كنت أتمنى أيضا أن يكون هناك تنوع أكثر في ضيوفه خاصة في المجال الواحد.
بيتر هذا شدني الحوار معه لعدة أسباب منها: إجادته للغة العربية بشكل ملحوظ وتمكنه من اللهجة الكويتية بحيث تبتسم وتسعد فرحا حين تسمعه وإن تداخلت لهجات أخرى من خلال حديثه ربما بحكم تعامله مع جنسيات متعددة في الكويت، كما لفت نظري ثقافته في التراث واهتمامه به ودراسته حول الأمثال الكويتية وحرصه على تعلم مفردات ربما يكون غالبية أهل الكويت نسوها عمدا أو دون عمد، كما أن هذا المواطن الپولندي يقرأ كتبا ينفر منها أهل البلد، ويدرس تراث البادية في شبه الجزيرة العربية بشغف ملحوظ، ويتحرى الدقة في الوصول لحقائق الأمور، ويرجع لمراجع عدة يستفيد منها في دراساته وبحوثه وميوله، خاصة كتب الأستاذ أيوب حسين ويحلل ما يحصل عليه بطريقة توثق تراثا يجب علينا نحن الكويتيين أن نعمل على توثيقه ويطمح للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه في هذا المجال.
وما لفت انتباهي تعلمه اللغة الانجليزية للوصول من خلالها للعربية حتى تساعده في التعامل مع الانترنت وصل به الأمر إلى أن بحث عن مراجع سواء كانت داخل الكويت أو في شبه الجزيرة العربية وصولا للولايات المتحدة الأميركية، وسار على منهج علمي سليم تخليدا لتراث قد لا يهم الغالبية العظمى من البشر، وعرف عادات البادية وعايش أحوالها وتمرس في مفرداتها وتراثها وكان له طموحه للوصول للأفضل حين طرق جميع الأبواب التي قد تعينه بصورة أو بأخرى وصار له حلمه في تعلم «الربابة» والقصيدة النبطية.
جميل أن نرى من العالم الآخر من يعنى بتراثنا ويخلده ويبرزه بصورة جيدة، لكن الأجمل أن نمد يد العون لهؤلاء ليس لإفادتهم شخصيا ولكن لتشجيعهم على الاستمرار وبالتالي إفادة تراثنا الجميل، فيا ليت أن يحرص معدو ومقدمو برنامج «صباح الخير» على متابعته والوقوف على الجديد الذي قد يتوصل إليه، وليت مؤسساتنا المختلفة تسهم في هذا المجال حتى تكون الاستفادة بصورة أكبر، وأتمنى أن نرى من الشباب الكويتي والعربي من يسير على دربه.
[email protected]