الكويت من الدول التي كان يقال عنها انها من الدول الغنية ومن أوائل دول الخليج العربي في التطور على كل المستويات التعليمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكانت مثلا يحتذى ليس فقط خليجيا بل عربيا أيضا. فبداية الكويت كانت بداية طيبة وناجحة وقد ساهم في ذلك جميع المواطنين والحكومة ومجلس الأمة، لم يكن فيها شعب ينظر لنفسه فقط أو حكومة عاجزة عن الإصلاح أو مجلس أمة يتمسك بقشور الموضوعات تاركا المهم من القضايا ولا نواب مصالح خاصة، فالكل كان يتصف بالأمانة والعطاء دون منة، فصارت الكويت بفضل هذه الرعاية السامية منارة الخليج وقبلة الأنظار.
وبنظرة سريعة للخدمات الحالية التي يتمتع بها كل من أفراد الشعب أو المقيمين سنجد أنها من صنع السابقين في فترة الزمن الجميل بعد الاستقلال ولا جديد بعد ذلك، لسوء حظي أن زرت مستشفى الولادة بعد سنين طوال فوجدت أنه لم يطله أي إصلاح فلا وزراء أفادوا ولا أعضاء مجلس أمة لاحظوا وسعوا، بينما يقفون جميعا على حادثة عابرة فقط لإثارة الرأي العام أو كسبه.
الإخلاص لم يعد موجودا للأسف في قلوب بعض من حملوا الأمانة، ولا غرابة في ذلك فالأمانة رفضتها مخلوقات الله جميعها وحملها الإنسان وهو محاسب عليها يوم القيامة حين تسير أمامه فلا يدركها.
البلد يضيع كما ضاع إبان الغزو العراقي الغاشم لكن العدو كانت له مآرب أخرى وله أهدافه لكن نحن أبناء هذا الوطن ما هدفنا؟ لماذا بتنا نفكر بأنانية مطلقة هدفنا الأخذ والأخذ فقط دون عطاء ننظر للوطن من زاوية الاستغلال نريد نهبه دون وخز ضمير فخرجت لنا أنواع من البشر لم نعرفهم سابقا من يريد الراتب دون عمل ومن يقترض وعينه على إسقاط القروض ومن يظن أنه في البلد الآمر الناهي والواسطة عنده هدف ووسيلة والدروس على رقاب العباد.. تغيرت النفوس وأصابها شر لا أدري من أين قدم، شر سيحرق اليابس والخضر لابد من تحرك سريع وعاجل لحل يقطع دابر الشر، قرار يصدر عن ولي الأمر الأساسي يرفض خلاله وبالفرض والقوة ما يحدث هنا ويعالج بقوة كل ما هو خاطئ ويخرس الألسنة التي لا فائدة من حديثها ويعمل على تنمية تعيد للوطن جماله ويرفض تحكم فئة لها فيما تطالب به مآرب أخرى إلا مصلحة البلد ولا ترض أطرافا لهم مصالح شخصية بحتة ولا ترض بمقترحات حالية لغرض آني وتنهي حالة النهب لخيرات البلد دون تفكير وقف لا تستجب لمن قصد دمارا للبلد والشعب وكفانا خضوعا لمن قلبه ليس على الكويت.
آن الأوان لمخافة الله في هذا البلد وليتأكد الجميع أنه مهما أخذ منه فلن يسد أطماع تلك الفئة.. اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.
[email protected]