عندما كان ابني صغيرا كان دائما يطلق علي عين عذاري (عيون عذاري) لا أدري ما سبب تلك التسمية لكن الذي أذكره كيف تناقشنا في موضوع التسمية وكيف يضرب بها المثل بأنها تسقي البعيد وتترك القريب حتى قيل إنه لا خير فيها.
ما أثار موضوع عين عذاري اليوم هو حال الخدمات في الكويت وبالذات ما يخص الكهرباء، فمن المحزن أن تصل بنا الحال في هذا البلد لموضوع ما يسمى بالتقشف من جانب ومن جانب آخر القطع المبرمج في وقت تمد الكويت يديها الاثنتين للغير منشئة محطات للكهرباء او معالجة ما هو موجود في دول عديدة، بينما تقف مكبلة اليدين أمام معالجة هذه الخدمة في بلدنا، ومن المؤسف ونحن مازلنا نملك المال أن تمر البلاد في مشكلة انقطاع الكهرباء بهذه الصورة ونحن نعلم جيدا حال البيوت عند الانقطاع من حرارة جو أو مع وجود الفئات الضالة من سارقي البيوت.
إن صورة البلد لا تهتز أمام أعين مواطنيه فقط بل في المجتمع الخليجي والعربي أيضا بعد أن أصبحنا في آخر الركب، فتطور الخدمات في أي دولة دليل على تقدمها ورقيها ودليل أيضا على إخلاص كل الأطراف من مواطن أو عضو مجلس أمة أو حكومة وما نحن فيه يعطي نقيض ذلك فلا المواطن مهتم وظهر ذلك في موقفه السلبي ولا العضو مخلص لأنه انشغل في أمور جانبية ولا الحكومة أخلصت في حمل الأمانة بدليل كرمها مع الغير وبخلها مع البلد الذي هي مسؤولة عنه تماما كعين عذاري.
في منتصف السبعينيات حين كانت الدولتان العزيزتان (سورية ولبنان) هما المتنفس للكويتيين صيفا كان الكل يرى في لبنان الراحة وذلك بسبب عدم انقطاع الكهرباء وان انقلبت الصورة في الوقت الحالي وبدأ أهل الكويت يشعرون بالضيق من انقطاع الكهرباء في لبنان لكن لم يكن أحد ما يتوقع أن الكويت ستغدو صورة من سورية الشقيقة في تلك الفترة.
وكما قلت فإن أي دولة يقاس مدى تطورها ورقيها بما تقدمه من خدمات مختلفة سواء كانت تعليمية أو صحية أو ما يخص الكهرباء وللأسف أن تتخلف الكويت في كل ما سبق حصره، فهل آن الأوان لمعالجة ما قلت ولن يكون هناك حل حاسم إلا عن طريق ولي الأمر وأن يكون بصورة أمر غير قابل للنقاش فهل أحلم كما غيري بهذا الأمر؟ لست أدري.
[email protected]