نعرف أن لكل شيء نهاية، فالعمر ينتهي وإن طال مداه ووصل بنا لأرذل العمر والعقل ينتهي بصدمة تصل به لجنون أو خرف وصولا للزهايمر، والعمل لابد أن يأخذنا يوما للتقاعد، والحب لظروف عديدة قد ينتهي بفراق.
هكذا هي حال الحياة من صحة لمرض ومن نجاح لفشل ومن تواصل لانقطاع، والعكس قد يكون وبقاء الحال من المحال ولكل شيء نهاية قد تكون سعيدة وقد يحيط بها نوع من الأحزان المعلنة وغير المعلنة، والمطلوب أن نبتسم وأن نتفاءل خيرا وأن نظن حسنا فيما هو آت أو نصبر الصبر الجميل والذي سنؤجر عليه وتظهر نتائجه في حل المشكلة التي نحن نعاني منها.
النهايات مختلفة لكنها واقع والنهايات أمر حتمي فلا يوجد مخلوق خالد أو باق للأبد، ودورنا أن نوقن بذلك وأن نكون دائما على استعداد للنهاية حتى وان كانت غير متوقعة حتى لا نصدم وبالتالي تكون معاناتنا أكبر.
في صغرنا كنا نظن أنه لن تكون هناك نهاية لعلاقاتنا مع كل الأطراف التي نتعامل معها من أصدقاء وأقارب وأحبة وزملاء، كنا نظن أن هذه العلاقات ستدوم للأبد ولن تنتهي يوما لذا فلطالما بكينا وعانينا من الفراق لكن مع مرور الزمن خاصة حين نفقد أحد والدينا ندرك لحظتها أن لا شيء يستمر وكل إلى مآل.
حين توفي الوالد ـ رحمه الله ـ قال لي عمي لا تبكي فهذه بداية الصدمات وبداية النهايات، اليوم هذه النصيحة ننقلها للأبناء، فالنهاية حتمية لكل شيء والنهاية واقع، الكل يمر به وان عانينا اليوم فلابد أن ننسى غدا وكل جرح مرده للنسيان وكل ألم لابد أن يخف يوما ليصل هو الآخر للنهاية وإلا ما سمي الإنسان بالإنسان.
كل ما أتمناه للجميع الصحة والعافية فلا يوجد أقسى من نهاية الصحة ولا أقسى من نهاية حياة ابن أو ابنة فاللهم تمم علينا نعمة السمع والأبصار ما أحييتنا واللهم لا تفجعنا في أبنائنا.
لكن يظل الأمل والإيمان قويين وتظل قناعتنا بالله وبأنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.
[email protected]