السفر متعة الغالبية العظمى من الناس، ربما هو حب الترحال وعادة العرب لذا فقد جبل الكويتيون عليه منذ القدم وإن تعددت الأسباب إلا أن رائحة البداوة العالقة بهم والتي عودت الشعب على التنقل هي التي ساهمت ساهم أكثر في غرس حب السفر لدى غالبية مواطني الكويت حتى لا تجد إجازة وإن قصرت لا يستغلها الكويتيون في السفر لجهات عدة.
السفر يمثل عندي عادة جميلة ومستغلة أسوة بغالبية المواطنين، فكان الرحيل للعديد من دول العالم نعمة أشكر بها خالقي أولا ومن أعانني عليها ثانيا.
يقال إن للسفر 7 فوائد ولست أدري لما حددت هذه الفوائد بالرقم 7 دون غيره فقد تختلف الفوائد من شخص إلى آخر والسبع قد تصل للعشر وقد تقل عن السبع عند البعض.
الفوائد كثيرة خاصة حين تمثل المسؤولية ضغوطا لا تحتمل، قد تكون مسؤوليات اجتماعية أو مادية أو من العمل وحتى حين يرهق الفكر نتيجة مشاكل ما.
في السفر يمارس الفرد منا حريات قد يخجل من ممارستها في أرضه ومنها ركوب الدراجات، مثل هذه الحريات وإن كانت تافهة عند البعض إلا أنها تمثل عند الآخرين حاجة تجد المتنفس لها في السفر.
العديد من الجنسيات مع اختلاف الثقافات لهم عادات قد نراها نحن مختلفة أو غير مناسبة أو لا تلبي حاجة لدينا أو ليست مقبولة إلا ان العديد منها يدل على مستوى الفرد الثقافي، مثال على ما أقول زيارة المتاحف، فالمتحف هو تاريخ البلد وحضارته وهو المرآة الصادقة لكل ما مرت به تلك البلاد.
فترة عملي في متحف الكويت الوطني وإن قصرت إلا أنها تركت في داخلي حب المتاحف وحب الوصول إليها. فقر المتاحف عندنا في الكويت أمر محزن فهما يتيمان ما بين وطني وعلمي، ربما لصغر المساحة المكانية للبلد وربما لقلة عدد السكان وربما لصغر حجم حضارة الكويت، مهما كانت الأسباب فتنوع المتاحف في الوطن يغذي ثقافات شعبه ويوجد مكانا للسياحة فيه.
تجربتي مع طلبة مدارس الكويت حين نتطرق للمتاحف أفاجأ بعدم زيارة الغالبية منهم للأماكن الأثرية في الكويت وجهلهم بأمور عدة وتصبح معلوماتهم مقتصرة على المعلومات النظرية المستقاة من المناهج الدراسية وإن حالف البعض منهم واختيروا في الرحلات المدرسية لزيارة تلك الأماكن.
إن السعي للثقافة أمر شخصي لا يفرض من الغير علينا، وإنما ينبع من الداخل ومن الرغبة الخاصة في نهل العلم عبر مصادره المباشرة.
الكويتيون أو الغالبية العظمى منهم كل أماكن زياراتهم في الدول الأخرى تقتصر على محلين اثنين: السوق والمقاهي، الأولى للنساء والثانية للرجال، ونادرا ما تراهم في معارض فنية أو متاحف أو دور عرض ومسرحيات، رغم أن الجيل الجديد من الأبناء بدأ في تغيير هذه الصورة عند الآخرين.
الغريب في الأمر أن الغرب أوجد متاحف غريبة قد لا تخطر على بال أحد ولأشياء مختلفة عن المألوف كما هو الحال في باريس وبرلين.
كل أمنياتي أن تعطى المتاحف أهمية أكبر في بلادي وعناية تستحق المرور عليها مع متابعة كل ما هو جديد في طريقة العرض والعمل على شد الانتباه.
[email protected]