الفرحة التي غمرت قلب كل مواطن في الكويت بسبب أمجاد الكرة الكويتية أزالت غيوم السياسة وسلبياتها من النفس المتعبة من همومها ومن ضيق الصدر الذي تسبب الفساد فيه ومن آثار العنف المستحدثة في مجتمع كان يتسم بالسلم والطيبة.
حقيقة أن هذا الفوز أثلج النفوس وذكرنا بمجد قديم كقدم نشأة كأس الخليج العربي يوم تفوقت الكويت على الجميع وتزعمت الكرة الخليجية ودخلت تاريخ الرياضة من أوسع أبوابه فكان هناك عباقرة الكرة الكويتية أمثال جاسم يعقوب وعبدالعزيز العنبري وفتحي كميل وحمد بوحمد وغيرهم أطال الله في عمر الأحياء منهم ورحم الأموات منهم.
الكرة ضربة حظ في جانب منها كما أنها مهارة من جانب آخر لكن لا أمان فيها، وعندما يعيد التاريخ نفسه يشعرنا بالأمل وضرورة التمسك به وبأن من قال «يوم لك ويوم عليك» مقولة سليمة لكن ليدرك غالبية جماهير الكرة الخليجية أن الكأس مجال للتنافس والمنافسة الشريفة لا لإثارة الأحقاد وإظهار الغيرة بصفة سلبية فيكون التطاول على الغير بكلمة أو فعل فيكون مجلس التعاون في هذه الحال وعن طريق الكرة مفرقا لا جامعا ونحن في هذه الظروف بحاجة الى ما يجمع ويقوي دول مجلس التعاون لا الى ما يفرقها ويضعفها.
الاحتفالات في كل دول العالم متاحة وبحرية، لكنها حرية مسؤولة لا تخرج عن القانون الذي وضع لحماية الوطن، فلندع أبناءنا يفرحون ويعبرون عن سعادتهم بما وصل إليه مجال الكرة الكويتية ولندعهم يشجعون اللاعبين والذين يستحقون فعلا الشكر والتشجيع متذكرين أهمية المحافظة على بلد أحبوه عن طريق المحافظة على مرفقاته وقانونه واحترام رجاله.
فأحداث الفرحة والمسيرات تذكرنا بما كان في عز الانتصارات والتي تواصلت عدة دورات خليجية بل الكويتيون هم الذين رحلوها لدول الخليج وأبدعوا فيها، حين تمر سيارات المواطنين أمامي أجد نفسي مبتسمة وسعيدة لسعادتهم وفرحة معهم خاصة بخفة دم شبابنا وحركاتهم المبهجة وأكون فخورة أكثر حين ألمس نظامهم والتزامهم بقوانين الطريق وأدعو من كل قلبي لهم بالسلامة.
كما لا يفوتني أن أشكر رعايا الدول العربية الموجودين في الكويت الذين شاركوا وهنأوا بالفوز وأرسلوا مسجات يعبرون فيها عن هذه المشاركة، وكذلك مواطنو دول الخليج.
الذي أسعدني أكثر حين مرت سيارة من سلطنة عمان الجميلة والراقية وقد رسم على زجاجها الخلفي التهنئة بالفوز وأنها مشاركة من السلطنة للكويت.
الفوز جاء في وقته فقد ملّ الشعب من الجو المشحون سياسيا في الكويت ومن مهاترات مجلس الأمة وأمور كثيرة أصابت الشعب المخلص بالغثيان والألم فصار الفوز كالبلسم الذي يعالج جروحا نأمل أن يُشفى الوطن والمواطن منها.
[email protected]