لن أتفق مع الحكومة في الإجراء الأخير ولن أتفق مع بعض أعضاء مجلس الأمة، ولكن لننظر للموضوع من جانب المصلحة العامة للبلد والمواطن ومن موقف الحيادية المطلقة، فما يحصل للبلد من أمور يرفضها أي شخص يتصف بالعقلانية خشية لله وحبا في الكويت وخوفا عليها وليس من زاوية المصلحة الشخصية.
اليوم نحن بحاجة ماسة وملحة لاتخاذ قرارات لا رجعة فيها، بحاجة لتطبيق القانون دون الاستماع لزيد وعبيد، بحاجة للنظر لمصلحة البلد واحترامه والخوف عليه لا ارضاء الثقافات محددة أو رغبات خاصة، لأن قرار صاحب السمو الأمير كان كمن يقول: «آخر العلاج الكي»، فمجلس الأمة تطاول بدرجة لا يقبلها عقل ولا ترتضيها ملة، فالمجلس ابتعد عن مصلحة البلاد والعباد وانصب اهتمامه في مصلحة الذات والذات فقط بجانب مصالح المقربين، لنناقش الموضوع بشيء من الشفافية، ماذا أضاف المجلس وماذا حقق من مصالح للمواطن؟! ما القضايا التي ناقشها بجدية؟ هل أرضى طموحات الناخبين؟ هل يملك المصداقية؟ هل يرغب فيه الشعب؟ هل حل مشاكل الوطن؟ هل يثق به الناخب؟!
إن الغالبية العظمى من أفراد الشعب الكويتي اليوم لا يثقون بالمجلس ويرون في حله نهاية للعديد من المشاكل الجديدة، وكل ما يحدث داخل المجلس حلول لقضايا خاصة وخاصة جدا، وكل ما يعالج ينصب في إطارها بعيدا عن مصلحة البلد والمواطن، وإحصائية الانتخابات الأخيرة تدل بصورة قاطعة على العزوف عن الانتخاب.
الرغبة في السيطرة على الوطن والمواطنين هي رغبة البعض من الأعضاء ومحاولة فرض ثقافتهم وانتماءاتهم وكأنهم المسؤولون المباشرون عن المواطن دون أخذ رغبته أو الوقوف على رأيه، والبعض الآخر ينظر للمجلس على انه تحقيق الحلم في الثراء السريع والعاجل، والبعض الآخر ينظر للمجلس على أنه الفرصة لمخالفة القانون والمساعدة على ذلك وإلا ما توسط البعض لمخالف أو مطاول على رجال الأمن.
إن قرار صاحب السمو الأمير باستخدام هذه الآلية في التعامل كان كمن يقول «اتق شر الحليم إذا غضب»، وقد غضب الحليم، فكان لابد من اتخاذ ذلك القرار لإنهاء حالة التطاول التي أغضبت الشارع الكويتي قبل ولي أمره.
مثل هذه القرارات نحن بحاجة إليها وبصفة عاجلة قبل أن تقع الفأس في الرأس، قرارات تصدر من سموه للقضاء على العديد من السلبيات في البلاد، قرار بإعطاء رجل الأمن صفته الرسمية للتعامل مع الحدث حسب مستواه فلا يتجرأ كائن من كان على مخالفة القانون أو إهانة رجاله، قرار بتطبيق القانون على كل مخالف من شأنه الإضرار بأمن أو سلامة المواطن والمقيم، قرار بترحيل كل من تسول له نفسه أذى البلد أو شعبه، قرار بمعالجة الفساد وغسيل الأموال والتزوير والسرقات للمال العام.
إننا قد نختلف في طريقة المعالجة لما حدث إلا أننا نتفق على أن الأمور زادت عن حدها عند أعضاء مجلس الأمة، فالشعب حين اختارهم اختارهم ليمثلوه في قضاياه المهمة لا أن يكون الشتم والضرب من أساليبهم ولا أن يكون الحجر على حرياته من مبادئهم ليطبقوا عليه رأيهم الأوحد.
اتقوا الله في بلد أعطى أكثر مما أخذ واتخذوا من الغزو عبرة وعظة، وان هذه الأرض هي الأرض الوحيدة التي نستطيع أن نعيش عليها ونتنفس فيها، وذاكرة الغزو مازالت عالقة في الأذهان لم تنس بعد.
[email protected]