للأسف غالبية القرارات في كل جهة ترتبط بشخص بذاته في غالبية وزارات الدولة فحين يتغير وزير تشطب كل قراراته السابقة السليم منها والخاطئ، وكذلك بالنسبة لكل قطاعات الدولة والمتمثلة في أصحاب القرار، السؤال الذي يفرض نفسه لماذا يتم ذلك؟! المفروض أن العمل في أي مجال محكوم بلوائح ونظم وأن دراسة الموضوع بتمعن واختيار الصواب منه هو التصرف السليم الذي يجب أن يتخذ.
البداية من الصفر هي من المهام الصعبة والتي لا توصل صاحبها الى النتائج بالسرعة التي تكون عند بداية ما انتهى إليه الآخرون، فلا عيب أن يبدأ الفرد من هذه الزاوية، ففي ذلك إنجاز متقن ووفرة مادية وتوفير للوقت والجهد.
هذا هو المطلوب وهذه هي الخطوة السليمة للموضوع، لكن الذي يحزن بشكل حاد هو ما حصل للزراعة في الكويت، فقد عايشنا قرار سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، (أمير القلوب)، حين أراد للبلاد أن تكون جنة خضراء في الأرض أسوة بدول مجاورة خليجية، ونقلها، رحمه الله، بتوجيهاته السامية من أرض لا زرع فيها ولا نبات لأرض تشرح الصدر بالخضرة والألوان الزاهية لورود وأشجار، فأصبحت الشوارع والطرقات مزينة بالزرع والبلاد جميلة ولها روعتها وصار منظرها للمواطن والمقيم والزائر يشد الانتباه وصرنا نحن نتباهى بها حين نشاهد جمالها من علو، بل بتنا نفخر بها، أتذكر قبل قراره السامي كنت قادمة من بلد عربي حين علقت مجموعة من الأخوة الخليجيين على ندرة الشجر وقلة المزروعات في الكويت.
ماذا حدث اليوم؟ أين الورود الموسمية التي تزرع في الطرقات؟ ولم تعد. أين خطوة تشجير الساحات الجديدة؟ أين العديد من الأشجار القديمة والتي أزيلت من أماكن معروفة؟ بل كيف رضينا أن تموت أشجار جميلة بإهمال متعمد. كيف قبلنا بأن نترك الزرع دون عناية؟ كيف ارتضينا هدر أموال كثيرة أنفقناها من أجل هذا المشروع. سواء بإهمال الزرع حتى مات أو بإهمال التنقيط حتى أسرفنا في الماء.
لا أعتقد أن الأمر مرتبط بميزانية، فالمعروف أن الميزانية متوافرة. الموضوع بحاجة لمتابعة من هيئة الزراعة وجهد وإخلاص. وبحاجة الى الحرص في تنفيذ القانون. وإعادة الكويت كما كانت عليه واحة خضراء.
النواحي التجميلية في أي بلد دليل واضح على رقيه وإخلاص أهله. ولطالما تحدثت عن النواحي الجمالية التي تتبعها دول الخليج دون المساس بالعقيدة فليس من الضروري أن تكون المجسمات مما تخالف الشريعة وتثير حفيظة البعض، فالتراث مليء بأشكال مناسبة تدل على ثقافة البلد وتاريخه وحضارته.
ان الإهمال الواضح من قبل هيئة الزراعة لما كان موجودا من زروع وعدم إضافة الجديد من الأشجار الجديدة أو العناية بالورود الموسمية كما كان متبعا في السابق لهو أمر مزعج لأولئك المخلصين من أبناء البلد فنحن يجب ألا نعمل بسياسة شخص واحد إن مات أو رحل رحلت سياسته معه فإن كان محمدا قد مات فإن الله حي لا يموت.
[email protected]