لا أدري لم الشعوب العربية هي التي تعاني أكثر من غيرها؟ هل هو ابتلاء من الله عز وجل؟ اللهم لا اعتراض، ولكنها ملحوظة، كمية الهموم التي تعانيها الشعوب العربية والمعاناة الكبيرة التي تمر فيها، فكل الدول العربية دون تمييز تمر بظروف سيئة للغاية سواء من النواحي الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، فقدت مع الوقت في كل ما مرت به الشعور بالفرحة أو الإحساس بالسعادة ولم يعد هناك ما يدخل البهجة في النفس، فهل هذا قلة إيمان؟ لا أعتقد، فالوازع الديني لدى المواطن العربي عال جدا ولله الحمد، والصحوة الدينية التي حدثت في السنوات الأخيرة دليل خير ومدعاة للفخر والبهجة، إذا ماذا يحدث ولم هذه النظرة التشاؤمية لدى غالبية العرب؟
اليوم، ومع الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية وانتفاضات الغضب إجابة عما تساءلت عنه، ان بعض الأنظمة هي السبب أو أحد الأسباب، أعطي دلالة قاطعة ان التحرر من الاستعمار قابله استعمار آخر وبزي آخر، جعل المواطن العربي يعاني فتراه مهموما وحزينا.
ولكن ما أسباب هموم المواطن الخليجي مثلا؟ وهو ولله الحمد رزقه الله بمال وأنظمة رائعة وإن قال البعض انه أيضا يعاني من أنظمته فأرد عليه بأنه لا شيء كاملا ولكنها أنظمة لا يحس الفرد منا بقيمتها إلا حين يقارنها مع الأنظمة الأخرى. لطالما صرحت بأن الملكية أو الإمارة أفضل بكثير من الجمهوريات مهما كانت لها من سلبيات تظل ايجابياتها أكثر ولنا في التاريخ عظة.
أعطى الله الدول العربية العديد من الخيرات ربما تفوق ما لدى البعض من الغرب.. لكنه سوء الإدارة وسوء الاستغلال.
يعيب البعض على شبابنا الاتكالية والرغبة في الترف ناسين أن المثل الأكبر في الاختراعات وهي أميركا أعطت الشباب حريات كبيرة في كل شيء وتابعته وساندته وعدلت من مساراته فأنتج وأعطى بلده الشيء الكثير وإن رفضنا التعميم في كل ما أقول فلا عيب أن يأخذ الشاب حقه من الحرية وإمتاع النفس لأنه سيشبع ويعقل وفي هذه الحال لا ينتج عنه الكبت وما يسمى بالمراهقة المتأخرة.
الشباب العربي من الشباب الذي يعتمد عليه وهذا ما أظهرته المحن والأزمات ومثال ما أقول الشباب الكويتي إبان الاحتلال العراقي والشباب المصري الرافض للذل في الوقت الحالي.
التمتع بمباهج الحياة دليل على الحياة ولكن دون خروج عن الدين أو الأخلاقيات أو العادات، وكل شيء بميزان يكون ناجحا وذا مردود ايجابي، ولنعمل من الداخل على إزاحة كميات الهموم اللاحقة بنا لنبدأ من الأسرة ثم المجتمع ثم البلد ثم الأمة حتى لا نكون صورة كئيبة معتمة عن حالة عربية مظهرها الاعتراض والشكوى والتذمر والعصبية. لنفرح وندع الآخرين يفرحون معنا مع احترام قانون البلاد وحريات الغير. لنبدأ بإصلاح الذات قبل أن نطالب الآخرين بالإصلاح، لنعط قبل أن نفكر بالأخذ، ولنعط الشباب الثقة فهم أهل لها، ولنمح بالتفاؤل الذي نادى به رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه كل أثر للصورة الكئيبة للعربي.
[email protected]