الصيد في الماء العكر صفة الضعفاء إن لم يكن صفة للأغبياء، وهذا ما حصل مع الأحداث الأخيرة التي حدثت في مصر الشقيقة. ولا يغفل على أحد الدور العظيم الذي لعبته مصر في تاريخ كل الدول العربية وأنها تمثل الرمز السياسي للعرب، ولا ننسى أيضا أنها تمثل الدرع الواقية والحامية للدول العربية لأسباب عدة، وأنها أيضا تمثل جامعة الدول العربية ودورها في الحروب التي خاضتها غالبية هذه الشعوب. كما لا ينكر أحد المكانة السياسية والفنية والحضارية والتعليمية لمصر، كون أن هذه البلاد تتعرض لأزمة سياسية حالية وسواء كان الحق مع الشعب المصري الحبيب أو مع النظام الحالي فلا يعني أن يلعب الخبثاء لعبتهم ويحاولون التصيد لغرض في أنفسهم.
لا نريد لمصر أن تنحاز وراء آراء لأصحابها حاجة ولا نريد لهذه البوابة الحامية للعروبة أن تنكسر وبالتالي تشرع الأبواب للعابثين بها وبغيرها من التابعين ولا نريد أن تنحرف القاطرة فتنحرف من بعدها عرباتها.
ما يحدث شأن داخلي أصحابه أدرى بالمصلحة وأصحابه أدرى بالحل السليم للقضاء على المشكلة وأصحابه هم المستفيد والمتضرر الأول والأخير، ونحن لا نملك كدول عربية ومسلمة إلا مد يد العون حين الطلب والدعاء للوصول لبر الأمان حين لا ينفع إلا الدعاء لكن أن تخرج فضائيات ومحللون يدلون بدلو فيه نار الله الموقدة لتشتعل الأمور وتصبح أكثر سوءا فهذا هو المرفوض. النصيحة لا تؤتى ثمارها إلا إذا كانت خالصة لوجه الله وحين تصب في المصلحة العامة وحين تهدف للسلام في بلد قيل فيها (ادخلوها بسلام).
ما يكتب من مقالات أكثرها من ورائه هدف غير سليم وما يؤخذ من شعارات فيه الضرر لبلد لو ضاع ضاعت أمة بأكملها، وما ينطق به دعاة دين يقصد من خلفه فساد سياسي وما يتشدق به البعض يستهدف إشعال النار، وما تسعى له بعض الدول من إضعاف لمصر والمزايدة عليها، كل هذا فيه ضرر للشعب المصري أولا ولمصر والعروبة ثانيا.
المنطقة العربية في غنى عن الاستماع لهؤلاء وهي البقعة التي تحيط بها الأخطار من كل جانب لنحم مصر ذات الملايين والمتعددة الأحزاب السياسية والدينية والعقائدية، لنحم العروبة ونكف عن تحليلات تضر أكثر مما تفيد فقد قالتها إسرائيل ذات يوم ان أسرار الدول العربية وخططها السياسية تأخذها من فم محلليها وطرق تفكير شعوبها ونحن أكثر شعوب الأرض تحدثا وكلاما.
لن نكون نحن والزمن عليها، لنساعد بالطرق السلمية مصر وشعبها ونعين على تخطي هذه الأزمة والاختيار لها في قائد أو نظام غير غافلين عن رجل خدم ونهض ببلاد طوال هذه السنوات الطوال وإن كانت له عيوبه فلا يوجد منا من هو خال من العيوب.
[email protected]