نتعرف على أناس كثر في حياتنا وعلى مدى العمر المقرر لنا في هذه الدنيا سواء كان التعارف في مجال الدراسة أو الجيرة أو مجال التعلم في مدرسة أو جامعة أو في مجالات العمل المختلفة، طرق مختلفة ومتعددة للتعارف، البعض يترك بصمته الواضحة من خلال تجاربنا معه، هذه البصمة التي تكون ايجابية من جانب ومع آخرين قد تكون سلبية.
ولان الإنسان كائن اجتماعي بطبعه وفي عرف أهل الكويت الطيبين «الروح تحب الأرواح» يسعى الفرد منا لكسب اكبر قدر ممكن من المعارف والأصدقاء الذين يتواصل معهم وديا وفكريا وإن قال البعض ان الصديق لم يعد موجودا في زمن طغت فيه الماديات لكن تظل الحاجة لرفيق نقاش أو رفيق يشاركنا الفرح المار في حياتنا أو يساندنا حين يمر الحزن.
الحاجة تظل موجودة سواء وافقنا، أو رفضنا ولكن تظل الفروق الفردية في درجة اجتماعية كل منا فهناك من يسعى للتعارف بقوة وينتهز الفرص لذلك في جمعية تعاونية أو سوق تجاري أو مقهى أو جامعة أو ملتقى أيا كان نوعه وهناك من يظل في مكتب واحد مع آخرين وينفرد بذاته ليصبح التعارف مفروضا بسطحية واضحة.
المؤلم للفرد الذي تحكمه عاطفته الشعور بالضيق والألم حين يغادره معارفه.. والفراق له أشكاله المختلفة فقد يغيب الموت صاحبه وهذه إرادة الله ولا راد لقضائه ولكن الألم الأشد حين يبتعد العزيز ويكون في نفس المكان الدنيوي معنا ولكن لا اتصال ولا تواصل يبقى مجرد ذكرى تطوف في البال بين حين وآخر.
نحن العرب تحكمنا عاطفتنا يعيب البعض علينا ذلك لكن من زاويتي أفتخر خاصة حين تكون العاطفة في النواحي الاجتماعية لا تؤثر سلبا في قرارات مصيرية أو قانونية. هذه العاطفة هي التي جعلتنا نتعاطف مع الشعوب العربية في مشاكلها وهذه العواطف هي التي تجعلنا نكسب المزيد من الصداقات والمعارف وهذه العاطفة هي التي تدخل الرحمة في قلوبنا تجاه الآخرين فلا عيب في عاطفة تحركنا نحو الخير.
العيب حين لا يقدر الغير المشاعر الحلوة الصادرة منا لهم ولا يقابلون تواصلنا بتواصل بل قد يمر البعض أمامك ويشيح بوجهه عنك الى الناحية الأخرى دون سبب مقنع أو سبب للجفاء فلا يكون العيب فينا إنما العيب فيهم في تركيبة خاطئة حاقدة وفي تربية لا اقتداء فيها برسول الرحمة (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وهو الداعي للسلام وان الخير من البشر هو البادئ بالسلام وان التبسم في وجه أخيك صدقة، مثل هؤلاء قد يدخلون الألم في نفوسنا ولكنه ألم مؤقت ندرك بعده أن مثلهم لا يبكى عليه ونظل نحن أمام خالقنا صحيحي الدين والملة والخلق مظهرين طبيعة الإنسان وحريصين على اجتماعيتنا التي اكتسبناها بالفطرة ومقتدين برسولنا الأعظم صلوات الله عليه وسلامه ومطبقين قوانين آخر الأديان.
[email protected]