حين بدأت الثورة في تونس ومن بعدها مصر تفاعلت غالبية الشعوب العربية معها وتابعت بحرص شديد ما يحدث وتوقعنا أن تهدأ الحياة السياسية في مصر وتونس ويقنع الشعب بما تحقق من أهداف رأفة بشعب وبلاد.
لكن أن تستمر مطالبات لا تمت للواقع بصلة وأن يكون الرفض لمجرد الرفض وعدم الاقتناع بأي قرار يتخذ مع عدم القبول بأي شخصية بالرغم من الاتفاق عليها!
خرجت الثورات عن مسارها ولن تتوقف حتى تحصد الأخضر واليابس وبعد استنزاف لبلد وشعب.
المبكي هو التقليد الأعمى في الدول الأخرى..مراكب تسير دون ربان.. لن ينجو من هذا البحر الهائج كائن كان. الثورات التي بدأت لمجرد التقليد ومع أنظمة عادلة نسبيا وأمور مستقرة بصورة طيبة وإن لم تصل للكمال فلا كامل إلا وجهه سبحانه.. هذه الثورات مرفوضة جملة وتفصيلا، فالحادث أمر خرج عن المعقول وبتنا نوقن بأن هناك من يحرك للأسف الشعوب العربية بما يشبه لعبة العرائس الخيطية.
نحن العرب من المفروض أننا نملك عقولا نيرة بدليل استعانة أكبر الدول بعباقرتنا في العلوم والثقافة وأننا أصحاب حضارة مازالت موجودة رغم السنين الطوال فارضة نفسها على الدنيا وأننا أصحاب دين يصلح لكل زمان ومكان وضحت صحة مبادئه ورؤاه في الوقت الحالي والإيمان في قلوب غالبية الشعب العربي ومن المفروض أن نقتدي برسول الأمة صلوات الله عليه وسلامه ممن يطيعون أولياء الأمور.. من هذا المنطلق فان الحادث في غالبية الدول العربية أمر يثير الدهشة والتساؤل بأن هناك من ينوي الشر للشعوب العربية ويريد أن يلهيها في مشاكل داخلية سواء مع الأنظمة أو بين المذاهب أو بين الأديان.. فلابد من الصحوة والتفكير بعقلانية ومنطقية ووسطية كذلك فالساعون للثورات وإحداث البلبلة هم إما من أميي البلاد أو من مثقفيها وكلا الطرفين مغيب، الأول يظن أنه سيتحرر من الفقر والجهل والثاني يظن أنه يسعى للأفضل ولكن لا الأول أصاب ولا الثاني أصاب.. الطرف الساكت والناظر للأمور من زاوية العقل والمنطق هو المصيب ونظرة فاحصة على التعليقات الجانبية للمواضيع المنشورة يصل لهذه الحقيقة.
نحن في دول الخليج العربي يجب أن نعي الواقع بصورة أكثر دقة، فنحن ولله الحمد أقل الدول مشاكل مادية أو سياسية أو اجتماعية، لكن لا ندعي الكمال فكما قلت الكمال له وحده.. ولن نصل لأفضل ما وصلنا اليه فهكذا هي الحياة لذا لا نريد أن يغرر البعض بشعوبنا أو ينادون بمطالب لن يحققوها لو ملكوا زمام الأمور ولا نريد للبعض أن يتحدث نيابة عن الغالبية ونرفض المظاهرات والمسيرات وليتقوا الله في بلد مثالي بعض الشيء وفي نظام جيد وحالة سياسية ومالية واجتماعية رائعة. هؤلاء البعض لهم مآرب فيما ينادون به ولهم من يحركهم وللأسف يدعون أنهم يمثلون الشعب.
قضية البدون التي أثيرت بلا داعي ليس الهدف منها البدون أنفسهم، لأنهم هم الخاسرون الأوائل بهذه الثورة، فلا الشعب بات متعاطفا معهم ولا الحكومة ستستجيب، إنما قصد زعزعة الأمن لهدف في أنفسهم.
الحلول كثيرة ياحكومة يقف غالبية الشعب وراءها.. الحزم مطلوب في هذه الفترة والمراهنات مرفوضة.. وآن الآوان أن يظهر رجال الدين الحقيقيون للملأ بنصيحة وعظة وقلة من برز في المواقف السابقة.. دورهم اليوم لتوضيح الشر المخفي خلف إثارة لدعوات مزعومة لا أساس لها من الصحة.. دورهم لتبصير المواطنين بالخطر المحدق ببلاد السلام، دورهم لتعرية أصحاب النوايا السيئة.. وللأسف لم يظهر منهم إلا القلة في الأزمة.
إن بعد المواطن الكويتي عن مسيرة الاعتراض التي تمت يدل على بصيرة حسنة وفكر راق وفهم واضح لما هو خلف الكواليس كما أظهر حبه للكويت وولائه لحكومته ولم يستجب لمن يلعب في العقول والعواطف ويستغل ما يحدث لدول أخرى.
نحن نريد السلام ولا أعتقد أن هناك دولة كما هي الكويت (خير ونعمة) والأخطاء الموجودة قليلة جدا ولا تذكر.. فماذا يريدون أكثر؟! انهم يطبقون مبدأ أنت معي أو ضدي.. يريد السيطرة على كل ما هو فيها.. يريد كل واحد منهم أن يكون هو الحاكم وهو الآمر الناهي، والله ان وراء ما يسعون اليه دمار البلد واغتيال الشعب والله خير الحافظين..اللهم رد كيدهم في نحورهم.. اللهم آمين.
[email protected]