لا أدري كيف يتعايش البعض مع الحقد.. فالحاقد عبارة عن سيجارة مشتعلة تأكل ذاتها بذاتها دون علم ذلك المحقود عليه.
جربته مرة أو مرتين وكان مضجرا ومتعبا للغاية، لكن البعض الآخر ممن يتصف به لدرجة الالتصاق المميت باذلا أقصى طاقته للانفراد به والتمكن منه وإظهاره بمناسبة ودون مناسبة متعجبة من قدرته على التعامل معه وعلى تفوقه به، هل هي طبيعة تدل على مرض ابتلي به أم هو نتاج تربية خاطئة؟
لكن الذي أعيه جيدا أن الحقد منهي عنه في الإسلام، مرفوض لدرجة التنفير منه، مكروه لما يلحق بصاحبه من أذى أولا وما يلحق الغير من فعل يدل عليه فيضرهم.
له قنوات علاج عديدة إن لم يبدأ الفرد بالوصول إليها ستكون النتيجة الحتمية القضاء عليه في الدنيا عبر قطع للرزق ونفور المحيطين به والدعاء عليه لدرجة الاستجابة، فالحقد مرض نفسي يعالج بطرق مختلفة أولها وأقواها مخافة الله وقراءة القرآن حتى ترتاح تلك النفس المعذبة، أليس الدين الصحيح ما نادى بحب الخير للغير كما نحبه لأنفسنا؟!
الحقد مزيج لأمراض عدة منها الأنانية ومنها الحسد ومنها الغيرة في صورتها البشعة، تدل عليها كلمات يتفوه بها الحاقد بصورة منفرة كريهة وفعل قاس تعبر عنه النفس المريضة بكيد وشكوى ومؤامرة، بسعي جاهد متعوب عليه لإظهاره وإخراجه لحيز الوجود ليعلم الآخرين به لا يدري أن هؤلاء الآخرين أول الشامتين به والمستهزئين بقدرته المريضة تلك.
أليس ينادي الإسلام بالسلام، والشعور بالأمن والأمان، مخافة الله في الغير، ومقابلة الإساءة بالإحسان والقدرة على التسامح، كل تلك الصفات الإيجابية التي اكتسبناها من رسولنا الكريم والتي تشعرك بالراحة والطمأنينة، بالهدوء المرغوب الذي يقيك أمراض العصر وابتلاء الله.
إن ما يضمر داخل النفس يظهره الله في الوجه، يكون مريحا للآخرين، بشوشا، صافيا ونقيا حين تعيش السلام أولا مع ذاتك وثانيا مع غيرك، بينما الحاقد يطل حقده من خلال عينين وشفتين مسود الوجه عابسه فينفر الناس منه حتى وإن لم يحتكوا به، قوا أنفسكم نارا نلقي بها بأنفسنا بمرض يسمى الحقد بينما نحن قادرون على التسامح.