المتابع لما يحدث في الكويت يتألم بشدة لدرجة النزف لما هو حاصل فيها.. لم يعد هناك ما يدعو للتفاؤل أصيب المواطن الحريص والمخلص بكل أنواع الإحباط والاكتئاب ويتساءل متى الخلاص من مرض طال مداه..
في هذه الفترة التي يتزامن بها تاريخ وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ جابر يستشعر المواطن المزيد من الألم على منارة الخليج التي عاث بها المفسدون ووصلت للوأد لها من قبل أبنائها.. فلا حالتها السياسية مطمئنة ولا الاقتصادية أو حتى الثقافية كما أن حالتها الاجتماعية لا تبشر بخير.. من المسؤول؟ من المؤكد أننا جميعا مسؤولون عن حال البلد المزري.. ذلك الذي لا يهتم بعمله وذاك الذي لا يحترم القوانين والمرتشي أو المفسد أو السارق وذاك المنتمي لغيرها والطامع بخيراتها دون أن يبذل جهدا أو ذاك الحريص على المال العام أو الساعي للواسطة وللمصلحة الخاصة والشخصية البحتة.. كلنا مسؤولون حين نصمت أو نتابع دون حراك أو حين نمارس ما يضر بهذا البلد أو حين نتخطى القانون.. القانون الذي يحترم في كل بقاع الأرض عدا هنا.. القانون الذي بات الغريب يتطاول عليه.. القانون الذي يفلت منه السارق والجاني والظالم.. القانون الذي صار مجرد حبر على ورق يخشاه المواطن في الدول الأخرى ويحترمه ويفتخر هنا بتجاوزه..
منارة الخليج التي غدت في آخر الركب زادها هما الغبار المصنوع بفعل ذاك الساعي للكسب السريع دون مخافة الله.. ذاك الذي رست عليه مناقصة سفلتة الشوارع فدفع القليل مقابل الكسب الكثير، فصار لدينا نوع من الغبار غير المألوف لا نراه في أي بلد ثان كما لم نره في السنوات الماضية هنا.. كيف قبل هذا أو ذاك أن يدخل مالا حراما في جوف عياله كيف قبل ألا يخلص في عمله؟ كيف سيلاقي ربا كريما في آخرته وكيف يرضى بدعاء من تكسرت سياراتهم نتيجة الطمع؟
مازال سؤال المرحوم حمود السعدون وزير التربية السابق عالقا في ذاكرتي: ما رأيك في الخصخصة؟ تعجب حين رفضتها وحين ضربت مثلا بعمال النظافة في مدارسنا.. اليوم أحيي من أعاد تشغيل عمال نظافة المدارس للوزارة وألغي هذا الجانب المظلم منها.. الخصخصة نظام عالمي راق لكنه يحتاج لقانون صارم وجدية في التطبيق.. بحاجة لعقاب من يستهتر فيه ومن لا يعمل بأسسه وقوانينه.. لم نصل في الكويت لهذا المستوى ولسنا مؤهلين ثقافيا للتعامل معه رغم التدين ومخافة الله..
مازالت القضايا المرفوعة على وزارة التربية حين أحال وزير التربية السابق الخبرات للتقاعد ليحل مكانهم أكاديمي لا يفقه في التربية شيئا.. ماذا يحصل لو رفع كل مواطن ومقيم قضية إتلاف أملاك خاصة على كل شركة في كل شارع تطايرت به الحجارة وأتلفت مركبته؟!