لست ممن يتشاءمون، فلا شيء في هذه الدنيا يجعلنا نفقد إيماننا ونجر جر الخراف لمذبحة التشاؤم.. لكن هناك ما يدعو للحزن كحالة عموم البشر، نبكي لفقد هذا ونتألم لبعض خساراتنا، فالإنسان مجموعة مشاعر تعمقت داخل روح وقلب وعقل يشعر بالحزن والألم.. لكن لا يتشاءم.. لا يدخل متاهات نقص الإيمان.. لا يضيع تحت بند الخسارة فتتوالى خساراته تبعا لها.. لن يقف في منتصف الطريق وحيدا محبوسا في زاوية واحدة يسيطر عليها الحزن.
بعض الصدف تنهك قواك لدرجة الضعف لا التوقف.. الصدف الكريهة التي يمر بها الواحد منا فيكرهها ويتوجس خيفة منها ويستعين عليها بالله.
بعد أيام تمر ذكرى وفاة والدي رحمة الله عليه في شهر يناير وقبل أيام فقدنا الوالدة رحمة الله عليها في شهر يناير.. بات لهذا الشهر ثقله علينا نحفظ تواريخه وأيامه، قد نكره مروره لكن لن نملك أن نوقفه.
قد يمر علينا ثقيلا لكن لن نتشاءم منه.. قد نخاف اقترابه في العام القادم خشية فقدان آخرين، لكن لن ننطوي على أنفسنا انتظارا لمكروه قادم.. لنأخذ الجانب المشرق منه.. جو شتائي رائع.. مطر خير جعله الله سقيا خير على قبور أمواتنا وأموات المسلمين.. تجمع بشري في المقبرة ساهم به الجو والوقت فلا إجازات صيفية أو ربيعية تعيق حضور الدفن.. بداية عام ميلادي يبشر بخير لنا وللغير.. ننظر للجانب المشرق من الحدث حتى لا نتيه في متاهات الاكتئاب أو الخوف من الموت.. نتعلق برب كريم ما أصابنا إلا ما كتبه هو لنا.. والخير فيما يكتبه الله.. لن نيأس لكن نحزن.. كبشر.. مشاعر وأحاسيس.. رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين.