هيا الفهد
شدني كثيرا عدد الذين يدرسون في الجامعات المختلفة من موظفي الدولة، وأعطاني دلالة واضحة أن هؤلاء من المقتدين بالرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) حين حث أمته على تلقي العلم، فلا صاحب الشهادة الثانوية اكتفى بما وصل إليه ولا صاحب الشهادة الجامعية توقف عندها.
نور العلم له امتدادات تفيد الوطن من جميع النواحي، أشعة تنعكس فوائدها على الجميع أفرادا وشعوبا وبلدانا، ولا شك في أن آثار التربية الصحيحة وضحت في تمسك الأسر بالعلم وأهمية تطوير الذات ونمو المعرفة لدى جميع أفرادها، ويعطينا دلالة واضحة على وجود مجتمع مثقف متعلم يسعى للاستزادة من مصادر العلم بجميع أنواعها ورغبة في تطوير دخل وتنمية مجتمع.
هذا ما لاحظته في عدة جامعات مختلفة في دول عربية يجتهد الكويتيون للذهاب إليها لنيل درجات علمية أعلى مما حصلوا عليه سابقا رغبة في نمو مهني يعدلون من خلاله مستواهم العلمي والعملي.
فلا العلم يقف عند حد معين ولا العلوم لها حدود ينتهى إليها، مادام الإنسان يعيش في بيئة متطورة وعالم يأتي بجديد كل يوم.
هذه السمة الأساسية الآن للشعب الكويتي، شعب مثقف متعلم مجتهد ينهل من مناهل العلم المختلفة يهاجر لأقصى بقاع الدنيا رغبة في تثقيف الذات وإنارة الفكر يزيل الصفة التي وصفه بها أعداؤنا بأنه شعب اتكالي غير متعلم أو لا يصل للثقافة.
نحن في الكويت وصلنا الى أبعد ما وصل إليه الغير، تطويرا لعقول نيرة اتخذت من الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) قدوة ومن السلف الصالح أيضا، خاصة حين ننظر للأجيال فنرى أن الجيل الأمي من الشعب الكويتي مازالوا بيننا ـ أطال الله في أعمارهم ـ جيل الغوص والفقر، إذن هي تطورات سريعة لأجيال مجتهدة كادحة في كلا المجالين: العلم والعمل.
الكويت تفخر بأبنائها في جميع المستويات والأعمار والمذاهب الدينية، أو السياسية للمظهر الحضاري الذي أظهروا به أنفسهم ورفعوا به مستوى بلادهم فكانوا خير سفراء لبلد معطاء محدود المساحة والسكان.
كل أمنياتي لجميع من يملك طموحا ارتقى من خلاله بهذا البلد وعمل جاهدا على رفعة شأنه بالتوفيق والنجاح دائما، وكل أماني أن يمثلوا بلدهم في الدول الأخرى خير تمثيل معطين الصورة الجميلة لبلد جميل في تمسكهم بالأخلاقيات الحسنة لطالب العلم وبالتعامل الراقي مع الآخرين والمحافظة على قوانين البلد الآخر واحترام شعبه.