هيا الفهد
إلى كل هؤلاء الذين يغتالون الضحكة من داخل القلوب ويمسحون البسمة بقسوة من على الشفاه، إلى هؤلاء الذين يكرهون النجاح المتمثل في العمل الجاد والمثمر والذين يرفضون بشدة تقبل علاقات جيدة إنسانية مع الآخرين، إلى كل الحاقدين بلا سبب والراغبين في فشلك وتوقفك عند خط معين، يأملون أن تسقط قبل الخط الواصل للنجاح والتقدم.
هؤلاء الذين يفرحون حين تبكي وتضيع منك خطوات عدة قد تنقلك لعالم النجاح والتفوق، هؤلاء الذين يسعون جاهدين لقطع عملية التنفس لديك والذين يثرثرون داخل مجالك حتى يمنعوا تواصلك مع الغير، هؤلاء الذين يصمون آذانك بأخبار كاذبة نميمة كانت أو وقيعة والذين ينقلون لك وينقلون عنك، هؤلاء الضاحكون حين تختلف مع قريب أو صديق أو رئيس أو مرؤوس، هؤلاء الطاعنون لك في ظهرك والواشون عنك في عملك والمتعلقون بأمل أن تزاح يوما عن دربهم، هؤلاء هم الفاشلون الذين يرون في نجاحك طعنا لهم وكآبة تعتلي عقولهم وقلوبهم، لأنهم ببساطة غير قادرين على النجاح، غير قادرين على العمل بجد واجتهاد للارتقاء بالذات أو بذل مجهود ينقلهم من مستوى لآخر.
إن وجود مثل هؤلاء الناس حولك يشعرك بنوع غريب من التشاؤمية يزيح عنك الإحساس بالراحة أو بالسعادة أو بالتفاؤل، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتعامل بعض الناس بهذه الآلية؟ لماذا يتصيدون الأخطاء للآخرين؟ لماذا يصعدون على رؤوس بقية الأفراد؟ هل يعود ذلك لضعف في الوازع الديني؟ أو لخلل ما في تربية منقولة عن بيت وأسرة؟
على مدى سنوات عملي المختلفة لابد أن أصادف مجموعة من مثل هؤلاء، مجموعة أرفض التعامل معها وأرفض وجودها في دربي، ومع تطور الخبرة لدي بت أعرف جيدا كيفية التعامل معها وإيقافها عند حدود معينة، لكن إن اجتمعت بهؤلاء صفة الوقاحة هنا يقشعر بدن المخلص فينا، فقد نقف مكبلين لأن طبيعة التربية لدينا ترفض أن نحتك بهم، والخوف كل الخوف من أن يقع مثل هؤلاء في دروب أبنائنا، فالأبناء أعز ما نملك وبقلة تجاربهم وقلة خبرتهم في الدنيا قد يتألمون حين يصادفهم هؤلاء، اللهم جنبنا وجنب أبناءنا شر ضعاف النفوس والمتملقين والصاعدين على أكتاف الغير.