هيا الفهد
تحدثت سابقا عن أماكن في الكويت يشيب فيها شعر الوليد، خاصة حينما يأخذك حظك العاثر إلى أحدها. في الثمانينيات كنت أثني على المملكة العربية السعودية لتواجد ما يسمى بالشقق المفروشة التي يفضلها غالبية السعوديين في السكن والتنقل أكثر من الغرف الفندقية وذلك بحكم السفر وفق قواعد الأسر وحبا للترحال كعوائل، وقد انتشرت هذه الشقق بشكل كبير لتخدم مثل هؤلاء وتعينهم على السكن والسياحة الداخلية في المملكة الحبيبة.
اقتبسنا نحن الكويتيين هذه الأفكار وفرحنا كأفراد من شعب محافظ على التقاليد ومتمسك بالدين الإسلامي بها وقلنا إنها قد تعين ضيوفنا من أهالي المملكة العربية السعودية أو من الأسر الخليجية خاصة ان أسعارها مناسبة للحالة المادية لغالبية الفئات وفخرت أنا بها كمواطنة كويتية خاصة حين يستعين بي أفراد من مجلس دول التعاون لإيجاد احداها للسكن.
لكن أن تحيد تلك عن الأسس التي وضعت من أجلها وتستغل استغلالا خارجا عن أصول السكن السليم وتبتعد عن الهدف السامي والصحيح الذي أنشئت من أجله لتخدم فئة ضالة تضر المجتمع الكويتي المسالم هنا نضيق بها ونأسف لوجودها. أخذني حظي العاثر ذات مرة للتواجد بجانب بعضها فشاهدت في شوارعها ما جعلني ألعن الساعة التي كنت بجانب احداها أنا وزميلة لي للسؤال عن موقع ما.
نساء لم أرهن إلا في الأفلام العربية التي تخدش الحياء، ورجال يطالعونك بعيون تستحيي من نظراتها، لأطلع على نتيجة واحده ألا وهي الاستغلال الخاطئ لمثل تلك الأماكن، جعلت بيوتا تهدم وزوجات تقهر وأسرا تتشتت وذلك لما يطالعك من إعلانات لتأجيرها يوميا أو أسبوعيا أو شهريا بما يخدم أغراضا أخرى.
اهتزت الصورة الجميلة لتلك الشقق التي تكونت عندي نتيجة السياحة الداخلية في المملكة العربية السعودية وشكل الأسرة الملتئم حول ذاته وأفراده وولي أمره لأرى في بلدي الحبيب شققا تدار للقاءات محرمة ورزق أبناء رب الأسرة يضيع هباء وفق ملذات تــــــخرج عن المألوف والالتزام لتبعد الـــــهدف عن مساره الصحيح وتشوه شكل الشقق بدخول وخروج نساء كاسيات عاريات. من المسؤول؟ وما القانون الذي يعيد للحق مساره؟ وكيف نقضي على سلبيات تهز المجتمع وتضر به؟ وكيف نثق بمثل تلك الأماكن؟
إن ما سمعته بعد ذلك عن أهداف خارجة عن القيم في تواجد البعض في هذه الشقق يهز داخلي مبادئ ومثلا وحبا لما تمنيته في السابق وما هو مقتبس من الجارة الشقيقة وبت أخاف على بناتنا من مجرد تخيل أنهن قد يأخذهن حظهن العاثر لشارع يحتوي على احداها، أو على أولادنا حين يفكرون ولو لحظة في استغلال مثل تلك الأماكن. وقانا الله وإياكم شر ما هو موجود فيها.