هيا الفهد
الكلمة الأولى:
تمد يدك إليهم تساعدهم ضعافا وغير قادرين على الوقوف تساندهم ضعافا ومظلومين ومحتاجين، ولكن البعض يصدق عليهم قول الشاعر «وحين اشتد ساعده رماني». هذا حال غالبية الناس الذين يملأون مكتبك يطلبون أن تقف معهم أن تساهم في نجاحهم ولأنك تعودت على العطاء بلا حدود وألا ترد كائنا من كان مادام احتاج إليك وقصدك في خدمة أو استشارة أو سأل مساعدة، ولأنك تنشد الأجر منه عز وجل ولأنك قد تحتاج لغيرك كما احتاجوا اليوم إليك ولأنك تطبق قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى)، لا ترد طلبهم ولا تخيب ظنهم، هؤلاء الناس بعضهم قد يضمر الخير، فيظهر ويشكرك لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، هؤلاء البعض هم المسلمون حقا والذين يملكون عقلا سليما وذهنا صافيا وسلامة نفس وروح، والبعض بعد أن يأخذ حاجته منك ويصل لمبتغاه يغادرك دون أن يكلف نفسه عناء الشكر، بل على العكس من ذلك قد يخفي داخله حقدا لا تدري مصدره وتتساءل بينك وبين نفسك مرارا عن سببه، وما الجرم الذي أحدثته في نفسه أو قلبه حتى يعاملك بالسوء ويقابل الإحسان بالإساءة ويصل به الأمر لدرجة أفظع من ذلك بأن يحاربك ويقف ضدك ويتحدث من خلفك بأقسى أنواع النميمة، هؤلاء المرضى لا يستحق أن نفكر في أحدهم ولا يستحق أي واحد منهم أن يستمر في طريقنا، فلندعهم لأمراضهم والله كفيل بهم بأن يرد كيدهم في نحرهم.
الكلمة الثانية:
الكتابة.. حالة من الحلم الوردي الذي ينسى الإنسان نفسه فيه ويحلق من خلاله إلى عالم آخر بعيدا عن الواقع الذي غالبا ما يكون مؤلما. الكتابة للبعض، وأنا منهم، درب نهرب خلاله من الظروف المؤلمة والصعبة التي قد نمر بها بحكم الحياة وبحكم الاختلاط بأنواع من البشر منهم الصالح ومنهم الطالح.
الكتابة متنفس عن المشاعر الداخلية والتي قد تتصارع مع الروح أو العقل تحت أي بند من البنود لطالما أحببت هذه الطريقة في معالجة أحزاني قبل أن تزداد لتترك في روحي تقرحات لن يعالجها أي طبيب سواء كان طبيبا عاما أو نفسانيا. قد يحسدني البعض على هذه النعمة وتلك الموهبة فحين أخلد للقلم أعبر في قصيدة أو قصة أو مقالة عما يجيش في نفسي وما يؤلمني لهو علاج من نوع ما، أحمي به نفسي من الوقوع في بئر الاكتئاب وحماية لقلبي من أحزان قد تعصره وتغير نظرتي للحياة والناس والدنيا.
لي ابنة وهبها الخالق عز وجل نعمة اللجوء للآلة الموسيقية كعلاج لها حين تشتد بها أي أزمة، وكم تمنيت لو كنت أملك أيضا موهبة الرسم للتعبير عن حالتي أو إبراز قدرة الخالق لكن تظل الكتابة هي الدرع الواقية لي من صدماتي بالعديد ممن هم حولي حين أعبر عن ذاتي ومشاعري، حين أنفس عن مكنون ذاتي وحين ألجأ للحرف حتى أحمي عقلي من الوقوع في صراع يتعبني.
أنا قد أجد ذاتي في التعبير من خلال الكتابة لكنها دعوة لمن يمر بأي ظرف ألا يترك نفسه عرضة للأفكار تأخذ من وقته وتصيبه بندوب قد لا تعالج مستقبلا، لنتوجه إلى الله سبحانه نقرأ القرآن الكريم أو نستمع إليه، نتفكر في آياته، نتأمل معانيه نتدبر سوره وأحكامه ففيه العلاج لشتى أمراضنا وفيه الشفاء لنا من كل ما يصيبنا.