هيا الفهد
يتردد دائما أن للسفر عدة فوائد كما يتردد أن الشعب الكويتي يعشق السفر ليس بعد النفط وتوافر المادة وإنما منذ عشرات السنين قبل النفط وقبل توافر المادة في يد غالبية الشعب وان اختلفت الأسباب من البحث عن لقمة العيش آو حبا للترحال أو عشقا للسفر والترويح أو من اجل الدراسة لكن لو بحث أي كان في عدة دول خاصة دول أفريقيا أو الهند لوجد للكويت العديد من الآثار.
عشق السفر يدفعنا للبحث عن أماكن جديدة ومختلفة في هذا العالم وكلما زرت مدنا أكثر شعرت بأن العالم فعلا قرية صغيرة محدودة المساحة ومحدودة السكان يختلط فيها العديد من الأجناس واللغات ويمر عليك في الشارع الواحد العديد من الألوان والمفردات المبهمة والأعجمية التي تجعلك تقف متسائلا سبحانه كيف تشكلت اللغة وكيف اختلفت المفردات وكيف تغيرت الملامح والألوان وكلنا من أب واحد هو آدم عليه السلام وأم واحدة هي حواء؟
قد ترى هذه التغيرات في العادات والتقاليد عند البالغين والشباب ولكن الشبه يكمن في الأطفال الصغار مفردات تعرفها وتدرك ما وراءها وصراخ واحد وعناد واحد وحركات هي نفسها عند جميع الجنسيات وأن ظل اللون هو المختلف ما بين بشرة وشعر وعيون.
قد ينظر إليك البعض باحترام وتقدير.. تفرضه أنت بتمسكك بأخلاقيات ومبادئ وقد يحتقرك البعض حين تظن أن الكون كله خلق لك ولك أنت وحدك.. لكننا يجب ألا ننسى أننا نحمل اسم وطن يجب أن يعرف ويجب أن يحترم وان يذكر بطيب.. فتصرفاتنا هي التي تدل على دين اسلامي صحيح وأخلاقياتنا توضح تربية مجتمع مسلم ووطن مسالم.
وان كان لابد من المحافظة أيضا على مظهر أنيق ونظيف وليس بالضرورة أن يتصف ببذخ أو مبالغة.. والمحزن حين ترى نساء الكويت يلبسن ملابس أشبه بتلك التي تكون في البيوت أو حين الذهاب للبر بينما يحملن من الأكياس ما يعجز الآخرون عن حمله.. إن الله يحب أن يرى نعمه علينا.. والأناقة تدل على ذوق وطن ورقي مجتمع.
المحزن في السفر لدى الكويتيين هو عزوف الشاب حين يبلغ مرحلة المراهقة عن السفر مع أسرته وعائلته ولا أدري أين يكمن الخلل هل فيه هو ونظرته للموضوع أم في تربية أسرة بينما تجد الأسر الأجنبية تحافظ على سفر الأسرة كلها معا بأعمار مختلفة وجنس مختلف ولا أدري من أين جاءتنا نظرة أن الأجانب لا يهتمون لموضوع الأسرة وتكاتفها.
إن رحلة الحياة وانشغال الأبناء بالدراسة وعمل الأم كلها أمور تجعل من السفر خلال العطلة الصيفية الفرصة المناسبة للترويح عن النفس ولاجتماع الأسرة معا.