هيا الفهد
كنت أتساءل دوما لماذا الأغاني دائما توجه للحبيبة أو المعشوقة حتى استمعت إلى أغنية «أم أولادي» للرائع أصيل أبو بكر، كلمات توجه عرفانا لزوجة أعطت دون كلل وساندت دون تأفف وحافظت على بيت وزوج وأولاد ودعمت الزوج حتى نجح فكانت حقا النصف الثاني.
إن الحب لا يقصد فقط به حب محبوب لحبيبته، بل الحب أنواع مختلفة فهناك حب من أب لابن، ومن ابــن لأم ومن زوج لزوجة فلا أدري لماذا توقف الشعـراء أو كتاب الأغاني عند زاوية محدودة وفقيرة المدى وتكلموا عن حب عاشق لمعشوقته وتغزلوا من خلال الأغاني لحبيبة قد تكون موجودة بالفعل أو قد تأخذ الجانب الخيالي، وتناسوا الزوجة، فهل الزوجة لا تكون حبيبة؟ أم ان الأغاني لا تكتب إلا لفئة محدودة وهي فئة الشباب الأعزب والصبايا، بينما يجب أن تتسع دائرة الفن وتعالج أمورا عدة لفئات عدة.
الزوجة قد تكون طرفا في حلقة حب وعشق وعطاء، من خلال حنانها وحبهــا، وقــد تكون من خلال علاقة وثيقة بين رجل وامــرأة، فهي التي تناقش وتبــذل بسخاء وتتجمــل للرجــل الزوج، وهي تمارس مع الرجل كل أنواع الغزل من خلال عدة طرق فلماذا تنسى في الأغاني؟ هل كتاب الأغاني هم فقط من الشباب العزاب؟ أين ذهب كبار الكتاب الذين أصبحوا أجدادا من توضيح دور المرأة والزوجة في حياة الرجل الزوج؟!
لقد استمتعت حين سمعت الفنان أصيل يتغنى لأم الأولاد وأعجبتني كلمات خطت بعناية فائقة تدل على كاتب متمرس أحب أن يوصل رسالة من الزوج إلى الزوجة في زمن الغدر والجحود والنكران، أراد أن يشكر أم أولاده، أراد أن يقــول إن لهــا دورا عظيمــا فــي حياته، أراد أن يوضح للعالم كله أهمية الزوجة في البيت وفي نجاح الرجل مؤكدا المقولة المشهورة «وراء كل عظيم امرأة».
إن التنوع في الفن مطلوب، ومخاطبة العديد من الشرائح لتجد كل فئة مسارها وتشعر بدورها وأهميتها، وتخاطب عقولا عدة وأرواحا مختلفة. حين توفيت جدتي رحمها الله في منتصف الثمانينيات كتبــت أغنيــة عــن الأم لم تكن أغاني الأم في تلك الفتــرة معروفة ولكن لكسل مني لم أسع لنشرها أو إعطائهــا أحدا ما ليتغنى بها وبعد ذلك تعددت أغنيات جميلة ظهرت تبجل الأم وتوضح دورها العظيم في الحياة.
لذا أتمنى من كل قلبي أن تتنوع أهداف الأغاني وتتفرع وتخاطب فئات عدة، فلكل فئة دورها في هذه الحياة ولكل فئة حقها في الاهتمام.
[email protected]