هيا الفهد
قد ينظر البعض لقاتلة الزوج، أو كما حدث في حريق الجهراء، إلى الزوجة نظرة ظالمة سوداوية الوجود، يصمها بأقسى أنواع الألفاظ الحادة والمميتة دون معرفة ظروف مثل تلك الحوادث، ان تعليقي هذا ليس تضامنا مع أي امرأة يكون رد الفعل لديها حادا ومتطرفا ويصل لدرجة القتل أو الإصابة بعاهة لكن كنت أتمنى لو ينظر احدنا للجانب الآخر في حياة المرأة، القهر والإحباط والشعور بالغدر من خيانة وبخل وإهمال وظلم.
إن المرأة والكويتية خاصة تتعرض لضغوط كثيرة منذ أن طالبت بالتحرر وأخذ غالبية حقوقها وأصبح العبء الأكبر من بيت وتعليم وعمل يلقى على عاتقها ربما كان الخلل في بدايته منها هي أولا وقد تحملته عن طيب خاطر ورغبة في التحدي واثبات الذات ولكن مع مرور السنوات زاد الحمل كثيرا وبدأت تفقد أعصابها ولم تعد تملك من الوقت شيئا فهي كالثور في الساقية من بداية النهار إلى نهايته فهي الأم والزوجة والموظفة. فازدادت الضغوط من كل جانب مع مراعاة التواصل الاجتماعي مع الآخرين والارتباطات المالية. المزعج في الموضوع أن الزوج الكويتي صار مرتاحا لا مسؤولية عليه ولا أعباء من أي نوع كانت والأدهى حين يتناسى كل هذه البطولات والأعمال ويطلب المزيد من الجهد ويرفض مد يد العون أو المساعدة ويرفض تبرير جوانب الإهمال لديها في بعض الأحيان مما يزيد الأزمة النفسية داخلها.. وتتمنى لو ظلت كما الجيل السابق أو الأسبق المرأة والزوجة المدللة والتي تجاب طلباتها ولا تتحمل من المسؤولية إلا جانبا واحدا فقط هو البيت بكل أفراده.
ان عمل المرأة وتحررها واستقلالها المادي كلها أمور باتت سلاحا سلبيا قاتلا مميتا ينخر في جسد المرأة العاملة والزوجة والأم فإن وجدت تقديرا وتعاونا من الطرف الآخر ألا وهو الزوج هانت الصعاب واستمرت الحياة لكن إن قابل ذلك الطرف كل هذه التضحيات بتهكم وعصبية وعدم تقدير للأمور زادت الأعباء عبئا يضغط على النفس البشرية والروح لديها.
الأدهى والأمر هو انحراف الزوج فهو حين يصادف إهمالا من زوجته تحت أي ظرف سواء كان هذا الإهمال في الشكل أو العطاء أو الاهتمام يتجه لأخرى يراها في أكمل زينتها وشكلها وحديثها في مكان عمل أو في شارع أو في مكان عام. فتتم المقارنة ويتم الانجذاب للأخريات.
مازلت أقول التعميم في أي رأي أو وجهة نظر مرفوض. لكن لا تتعجب إذا فقدت المرآة عقلها واتزانها وانحرفت عن المسار السليم فارتكبت أي جرم من أي نوع كان كأن تقابل الإساءة بالإساءة أو تقابل الخيانة بمثلها أو ترتكب جريمة تفقد بعدها حريتها وناسها وسمعتها وحياتها.
[email protected]