هيا الفهد
دعاية شركة زين عن العيد رائعة لما فيها من الابتكار، كما أنها جاءت في وقتها المناسب في شهر رمضان الفضيل، لتعطي الصورة الجميلة عن العيد وتدل على ترابط الأسر اجتماعيا بطريقة لافتة للنظر، فالعيد لا يبدأ بفترة زمنية وينتهي بأخرى، بل إنه يكون على امتداد كل الأيام وعلى مدى العام كله، وذلك من خلال العلاقات الإنسانية وعلى ضوء نظرة الفرد للعيد.
فالعيد قد يكون بالنسبة للفرد منا في حب أبنائه له أو من خلال علاقة الحب بين زوج وزوجته أو في تعلق شاب بهواية محببة له يقضي جل وقته فيها أو من خلال أنواع العبادات المختلفة والالتزام بها، أو في نجاح ابن أو شفاء ابنة، وزواج كليهما أو في زيارة الأم والجلوس في حضنها أو تواصل الإخوة أو صلة الرحم، للعيد أوجه مختلفة وعديدة لا تقتصر على أيام بعينها أو أوقات محددة.
حين نهج المسلمون منهج غيرهم في الاحتفال بيوم الأم أو الأسرة كما أطلق عليه البعض، خرج رجال الدين الأفاضل بالتصريح والنهي عن هذا الاحتفال بطريقة مشابهة لما أقول ولما نفذته «زين» إن الأم أو الأسرة يجب أن نحتفل بها على مدى العام كله إن لم يكن على مدى العمر كله بآلية وضحها القرآن الكريم ونادت بها سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن الاحتفال لا يقتصر على يوم واحد أو فترة زمنية وإن من مظاهر هذا الاحتفال، البر والوصل والاحترام والحب والتواصل والوقوف معهم في جميع مراحل أعمارهم ومساندتهم عند الكبر وعدم علو الصوت أو قول أف لهما والتبسم في وجوههم ومحاولة إدخال السعادة لقلوبهم. من هنا العيد ليس بمعناه السطحي وإنما له أوجه متعددة ومختلفة، والعيد مرتبط بالسعادة والشعور بالراحة والسلام مع النفس ومع الغير بالتواصل العاطفي والثقافي بإسعاد الآخرين، والآخرون لابد أن يكونوا من المقربين لدينا.
أتمنى أن تكون أيام الجميع أعيادا لهم ولغيرهم وفي المقدمة أن تكون الكويت دائما في عيد حين يتكاتف المواطنون ويعملون بجد وإخلاص لرفع شأنها وإنهاء حالة الفساد الإداري المتفشي فيها، يجب أن يشعر المواطن بالعيد حين يعمل على تنمية وطن طيب حتى تكون درة الخليج حين يكون قلب المواطن على بلده فيخلص في عمله، ويعمل على تقدم البلاد، حين يتكاتف مع أفراد مجتمعه للمحافظة على رونق هذا البلد.
العيد يكون حقا عيدا حين تعود الكويت لسابق عهدها وفي ازدهارها من جميع النواحي.
[email protected]