عندما نعتقد أن الحياة تتوقف عند طرف شخص ما يمثل لنا الحياة بأكملها..
ربما يكون هذا الشخص هو الولد أو الزوج أو الصديق أو غير ذلك.. وننتظر أن يبتسم لنا برغبة واقتناع لتبتسم لنا معه الحياة وتغرد قلوبنا منه فرحا وطمأنينة وتتعلق أرواحنا في جنبات وجوده سعيدة بقربة راغبة في وده وتواصله ورضاه.. ناسين أن رضا الناس غاية لا تدرك.. جاهلين أن النفس البشرية أمارة بالسوء.. واضعين جنبا على رف من التجارب مهمل أن الإنسان ينسى ويتغير وأنه صاحب هوى يتنقل وفق هواه..
أشخاص يكسرون فينا القلب الطيب.. يقفون حائلا بيننا وبين الحياة والتنفس بشكل طبيعي دون منغصات.. يضعون مطبات قاسية في دروبنا تعرقل خط سيرنا.. تلقي بنا في حفر الهم والحزن واليأس.. أناس وقفنا معهم صغارا.. عانقنا حياتهم شبابا.. رافقناهم شيبا.. بحسن النوايا مارسنا معهم طقوس العطاء والتضحية والإيثار.
حياتنا إن خلت منهم في الآونة الأخيرة إلا أن ضمائرنا مرتاحة..
تظل هي الحياة تقرب لنا بشرا لحد الالتصاق ثم تبعدهم عنا أنانيتهم وغدرهم.. من منا لم يعان من هؤلاء أو مثل هؤلاء؟ من منا لم تجرح يده ممن مد لهم يد العون والمساعدة؟ من منا لم يغدر به المقربون؟
ربما الحياة المادية التي سيطرت على عوالم وجودنا لها دور الاستغناء عمن كان له الدور الأكبر في وجودهم وحياتهم وبقائهم.. ربما نزعة البشرية المتصفة بالخيانة لها دورها الفارض ذاته ووجوده.. ربما تغير المبادئ والقيم له دور في الميل عن درب الحقيقة.. ربما نوازع الشر المخفية في جنبات القلوب تظهر في مواقف محددة مسبقا وفق عواطفهم ورغباتهم وتحيز فرص الضربة القاضية.
أمور عدة متنوعة ومختلفة والنتيجة ذاتها.. لكن يظل النازع القوي الحامي للفرد في قلبه وروحه وعقله متمثلا في كلمات محددة دقيقة ألا نعلق حياتنا وفرحنا وراحتنا بشخص ما.
[email protected]