من المتوقع قيام الثورة على الرقابة هذه الأيام من الفوج الغاضب من الكتاب والروائيين.. الحاصل شيء مخيف بدأ بوأد كتابات ابداعية على أيدي كتاب مبدعين جعل الكل يتساءل.. ماذا يحصل؟ لماذا هذا التكميم المتعمد للأدب والثقافة؟ ما الهدف وراء كل ما هو حاصل؟ هل هي تراجعات خلفية لبلد كان منارة للثقافة على مستوى العالم أجمع..
حين لمست تألم د. سليمان الشطي تجرعت من الحزن ما فاق داخله.. أديب يشار اليه بالبنان.. من أوائل أعضاء رابطة الأدباء قبل أن يولد من يعمل اليوم في مراقبة الكتب.. له من الدراسات والإنتاج الأدبي في وقت يكرم فيه غيره بدءا من دول مجلس التعاون الخليجي إلى الوطن العربي إلى العالم أجمع..
زادت حسرتي حين نزل في صحف البلد شكاوى عدة عن منع كتب وإنتاجات مبدعة فحين قرأت مقال الكاتب وليد الرجيب والذي له باع طويل في عالم الإعلام المكتوب زادت حسرتي..
حين قدم المحرر لافي الشمري بعمل تحقيق صحافي مع كبار الكتاب وعلى رأسهم السيد طلال الرميضي ممثل الكتاب والأدباء في الرابطة فتح باب الأمل لعلاج واقع غير صحيح وغير سليم لرقابة الكتب..
زادني الأمر حسرة على ثقافة تباد حين استمعت لندوة أديرت من قبل كتاب وشخصيات أدبية وقانونية بهذا الشأن..
حتى قرأت مقالة الزميلة المبدعة إقبال الأحمد في ذات الشأن..
آراء البشر تختلف كل على حسب تجاربه وثقافته ومن منظوره الشخصي. فإبداع الكاتب تحت هذه المطرقة.. تدق وتقطع تحت بنود مطاطة لا يتفق عليها اثنان.. الرأي الأول هو المعتمد والذي يسير عليه الآخرون.. والمنع لأجل المنع دون أن يكون لمتخذ الرأي صلة بالأدب والخيال والإبداع.. كيف يتحكم مثل هذا بإنتاج أدبي يغلب عليه الحس الخيالي تحت أي مسمى للمنع.. ناسين أننا في مجتمع منفتح مثقف يملك من أدوات التواصل الاجتماعي ما يفوق قدرة البعض على الوصول لمحتواه.. إن كانت المحطات الفضائية من الأزمنة القديمة وهي التي تعد بالآلاف جامعة بين صوت وصورة وتلفاز يعيد ما سبق وقدم فهناك الإنترنت.. الهواتف الذكية التي يملكها ذو الخمس سنوات والتي يلج من خلالها لكل المواقع عن طريق غوغل والفيسبوك وغيرهما.. هل تملك الرقابة وقف مثل تلك الأدوات؟
للأسف، كتب توقف على كلمة أو سطر أو معنى فهمه الرقيب وفق هواه ووفق تجربته..
نريد من يفهم المعاناة.. أن يقول اذا كانت الدول الأخرى الإسلامية أولا على خطأ في احتواء كتاباتنا فلم الكويت لا؟
لتحذف كتب احسان عبدالقدوس أو نجيب محفوظ من مكتباتنا.. لتصادر أشعار نزار قباني وتمنع اصدارات غادة السمان.. لتلقى كل أفلام الأبيض والأسود لأن مضمونها غير مرغوب فيه.. لنمنع معرض الكتاب وننهي المشكلة من أصلها.. لنمنع دخول الهواتف الذكية وغلق كل قنوات التواصل فيها..
من ينصف الكاتب؟ نريد حلا من ولي الأمر.. نريد تبرئة ساحة الأديب الذي يعتبر كتابه وإنتاجه تهمة يعاقب عليها بمنع وبإحالة..
[email protected]