أعلم كإنسانة مؤمنة أن التسامح صفة المسلم الحق وأنه من مبادئ الإسلام، لكن كبشر لا نملك أحيانا أن نغفل الوجع الذي ألحقه غدر البعض منا.. يظل عالقا داخلنا يرفض المغادرة ويأبى النزوح.. حين يكون ذاك الخنجر قد امتد نحونا ظلما وقطع قنوات الحياة ووقف حائلا بيننا وبين أحبائنا بطرق مختلفة أدخل البغضاء في قلوبهم لنا ومنعهم عن الاقتراب منا، ووضع حاجزا كثيفا مانعا لتواصلهم معنا بكل السبل القبيحة والتي نهى الله عنها وأخرجهم من دائرة الإيمان..
عملوا على كسرنا بعنف الفعل ودناءة التصرف، ناسين أنك «كما تدين تدان».. هل نملك بعد كل السنوات العجاف أن نغفر أو أن نسامح؟ نحن نوكل أمرنا الى الله مدركين أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ونعرف أن الله يمهل ولا يهمل، وواعين بأن الحق لابد أن ينتصر.. قل جاء الحق وزهق الباطل.. وعارفين أن انتقام الله شديد وويلاته قاسية على هؤلاء، وأن من افترش سجادة القيام ودعاء المكلوم لابد أن ينصره الله ولو بعد حين..
رغم كل ذلك الإيمان والتوكل عليه سبحانه يظل جانب الإنسان الضعيف يسيطر مرات فلا يتحكم في لسان يدعو عليهم، أو غل يحتل جانبا كبيرا في قلوبهم، أو بغض يأخذ مساحته المحترمة داخل أضلعهم.. من يملك أن يسامح مثل هؤلاء أو يعفو عنهم خاصة حين تتلاحق الأحداث أسرع من الأنفاس لتصبح خيوطا من أشعة نعجز عن الإمساك بها كظل لا يمكن اللحاق به؟
لهؤلاء الذين لا يخافون الله في البعض ساعين خلف سيطرة وغدر وخيانة متمنين للغير زوال نعمة ظانين أن الحال سيظل كما هو متعمدين إلحاق الضرر والعمل على كسر الغير تحت بند الغاية تبرر الوسيلة راغبين في تحويل مسارات القدر فقط لنيل المراد لا يهم أن تداس أجساد وتنضر عقول وتكسر قلوب.. لا يعلمون أن بقاء الحال من المحال وأن السير عكس النهر فيه غرق لهم أولا حين ينزل الله عقابه بهم أو يلحق بهم انتقامه سبحانه خاصة حين يكون العقاب في عافية أو ولد أو رزق حينها ستكون الصحوة لكن بعد فوات الأوان.
[email protected]