زاد في الآونة الأخيرة نشر الشكاوى عبر وسائل الإعلام المختلفة خاصة الصحافة، ولهذه الشكاوى أشكال وأنواع تختلف في الرد والعرض حسب الهدف المرجو منها لا المشكلة نفسها، فتراوحت ما بين الكيدي للارتقاء بأساس المشكلة أو تقليل موضوع الفساد الإداري وكذلك للمصلحة العامة أو للمصلحة الخاصة أهداف عديدة لكن تظهر وراء هذه الشكاوى نفسيات مختلفة لأصحابها فإن كان الشخص مظلوما من جهة ما تعاطف المسؤول معه قبل المواطن وإن كان قصد من وراء النشر مصلحة البلاد والعباد لأخذ عنها الأجر من الله ـ عز وجل ـ وإن كان الهدف الأوحد مصلحة خاصة لسخر منه من يعرف الموضوع وأساسياته، وإن كان الموضوع كيديا لأدركنا سبب فشله وعدم وقوف الله معه.
والشكوى لغير الله مذلة كما عرفناها على مدى سنين، إلا أن المضحك في الأمر أن الشاكي عادة إذا هدف لأمر شخصي أو قصد الكيد وإيذاء الغير والتشهير بهم لا يعرف تداعيات الأمر الذي يناقشه ولا يعرف أسباب اتخاذ قرار ما ولا يدرك ملابساته ولا من يقف خلفه ولا الأهداف الحقيقية التي دعت المسؤول لاتخاذه، كل ما يدركه أن هذا القرار لا يتوافق معه أو مع رغباته وميوله أو لم يحقق لديه مصلحته الشخصية، هو يطبق مبدأ إن لم تكن معي أيها المسؤول فأنت ضدي، أي إن لم يحقق رغباته أو ينفذ طلباته حتى وإن خالفت الواقع والقانون ظن أنه شيء شخصي قصد هو من ورائه ولنا في الأمثلة الكثير.
على مدار سنوات خبرتي العملية مرّ علي عدد كبير من الموظفين الذين يطلبون أمورا فوق المعقول تتوافق مع أنانية مطلقة لديهم ونرجسية واضحة ومصلحة شخصية فإن أنت استجبت خالفت القانون والضمير والعمل الذي أنت مسؤول عنه وإن استجبت فقد يُظلم الغير، ذلك الغير الصامت القانع الذي يحترم نفسه وغيره، فلا يتدخل في عمل لا يعرف قوانينه ولا يستخدم أساليب الشكوى المختلفة ولا يسعى لتوسيط نائب أو وزير أو موظف كبير.
إن بعض ما ينشر في الصحف من شكاوى لهو بعيد عن الواقع أو المصلحة خاصة، وبعضه يكون لجهل بقوانين العمل أو لمجرد إثارة البلبلة أو قصد من ورائه إلحاق الضرر بالآخرين.
الظلم ظلمات يوم القيامة، فليتق هؤلاء الله وليدركوا جيدا أن الله لا يقف مع أصحاب الأغراض الداخلية، وأنهم كما يملكون القدرة على محاولة إيذاء الغير لأهداف معينة، فالآخرون أيضا يملكون القدرة على الدفاع عن النفس ومعاملتهم بالمثل وكما يقولون السن بالسن والبادي أظلم.
[email protected]