قرأت كما قرأ غيري عبر قنوات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها كلام المواطنين والمقيمين عن قانون المرور الذي ظهرت لنا بوادر التطبيق بجدية وهذا ما نتمناه.. وكالعادة تفيد التعليقات وفق توجهات الناس ما بين راض ومقتنع ومشجع وما بين رافض وما بين ضاحك ومتندر.. حسب اختلافات النوايا والرغبات متذكرين أن رضا الناس غاية لا تدرك، لا يهمنا الرغبات تهمنا مصلحة البلد ومصلحة البشر وفق منظور حمايتهم فإحصائية الموتى في الشوارع باتت مخيفة لدرجة أن الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود..
تمنيت من كل قلبي أن يظل الحزم واردا وفارضا لنفسه بقوة بعيدا عن غض البصر عنه من قبل بعض الدوريات.. محميا من تدخل نواب المصلحة.. متخفيا عن ذوي السلطة والقوة والمال.. أن يحاسب رجل الأمن بقوة حين لا يطبقه أو يتساهل به.. أن يعاقب الكل والكل يكون تحت طائلة القانون.. أن يدرك المقيم قوته فلا يتجاوزه وهذا للأسف ما نراه من تجاوزات الخطوط الأرضية والوقوف في الممنوع واستخدام المحمول والمشي في الحارة اليسرى ببطء وسير المركبات الثقيلة في غير أماكنها وفي عدم استخدام حزام الأمان وكله على عينك يا تاجر مع التطاول على رجل الأمن باللسان واليد.. أعطوهم فسحا من حرية التعامل مع المتطاولين في استخدام العصي والصواعق والسلاح حماية لأنفسهم أولا ومنعا لعدم امتثال المخالفين ثانيا..
لم نر مواطنا تجاوز القانون في أوروبا أو أميركا وإن فعل فقد أخذ جزاءه مباشرة بتطبيق القانون عليه، ولم نر مقيما يتحايل على القانون في دول مجاورة كالإمارات والبحرين لأنه مدرك لما سيطوله نحن فقط الدولة ذات «الطوفة الهبيطة» وللأسف لنوابنا الدور الكبير في اخراج المقيم من ورطته واسقاط مخالفاته قبل التوسط للمواطن كأن من انتخبه المقيم وليس المواطن.. لتقفل جميع الوزارات في وجه الواسطات أي كان مصدرها حماية لبلد تحول من حسن لأسوأ وللأسوأ..
حين قدم ابني بعد غربة سنوات طويلة جدا للدراسة تنبه لمساوئ الشوارع ولما يحدث فيها.. تساءل عن عدم الوقوف عند كلمة (قف) حين الدخول لشارع رئيسي كم من الناس قرأها.. فهمها.. طبقها؟!
من شاهد علامة حدود السرعة داخل المناطق وعمل بها.. في ألمانيا في أوائل الثمانينيات استغربت بطء السيارات حين تقترب من المدن أو تدخلها وحينها صورتنا الكاميرا وحددت الشارع وحدود سرعتنا ودفعنا المخالفة.. كم من السائقين تمت مخالفته على تجاوز سرعته في شوارع المنطقة؟
مثالية نطلبها خوفا على بلد وبشر وأرواح.. العقاب هو الرادع.. تطبيق القانون هو الأهم من مراعاة نائب أو وزير أو ابن لفلان.. التنفيذ مع معاقبة من يتخلى عن القانون.. كل ما نلمسه من تجاوزات سببها ادراكه أن الواسطة فوق القانون وإهمال بعض رجاله.. يكفي ما نراه من استهتار في الوفرة أو الجهراء أو الدائري السابع.. عادات مرورية لم تكن موجودة في مجتمعنا إلا في العشرين سنة الماضية تغيرت فيها أخلاقيات الناس.. والمؤذي عدم استخدام الإشارة في التجاوز أو الالتفاف كأن استعمالها سيضر بالمركبة أو تستهلك البنزين.. الحزم حماية لبلد ولأمنه ولشعبه..
[email protected]