محسودون نحن الكويتيين على توافر المادة في أيدي غالبيتنا أمام كل دول العالم الغربي والشرقي الإسلامي وغيره، غير مدركين أن غنى البلد لا يعني بالضرورة غنى كل مواطنيه، والمضحك أن غالبية الشعوب تظن أن كل كويتي يملك بئرا نفطية داخل بيته، جهل يبكينا غالبا.
لكن الذي يبكي المخلص منا بصورة أكثر مأساوية هو ما آلت إليه الخدمات في بلد المفروض أن يكون من أغنى الدول والمفروض أن يكون من أجملها لو حرص قياديو الدولة عليه ولو عمل أعضاء مجلسه على رفع شأنه بأمانة، ولو أخلص موظفو وزاراته، ولو خفف رجال الدين فيه من الوقوف على توافه الأمور ما بين حلال وحرام.
فالدولة تملك من المال الكثير وموضوع التقشف أو الترشيد مرفوض في خدمات مهمة لا تملك أي دولة أخرى حرية الترشيد فيها، فأي دولة في العالم يقاس مقدار تطورها من خلال وزارتين هامتين «الصحة» و«التربية» ونحن حين تقشفنا بدأنا بهما، مما يعطي الانطباع عن مدى التخبط وعدم الدراية. فيا بلدا يحسده الآخرون على غناه، ماذا يحدث في منطقة السرة لسنوات طويلة من هبوط في شوارعها الرئيسية وزاد في الآونة الأخيرة، قد يكون ذلك مؤشرا خطيرا على حدوث هبوط قد ينتقل إلى البيوت فيحصل ما لا يحمد عقباه، ونظرة إلى شارع «علي بن أبي طالب» توضح حقيقة مرة لبلد المفروض أنه غني ويوزع أمواله على الآخرين لصنع شوارع وتعديل طرقات وإنشاء جسور وردم حفر.
والأمرّ جامعة الكويت في منطقة الشدادية، حيث سمعنا عن هذا المشروع منذ منتصف السبعينيات وتخرجت أجيال وأجيال والمشروع الذي لا يأخذ إلا سنوات قليلة أخذ أعمارا وعشرات السنين.
إن المواطن يشعر بالحسرة والضيق على ما آلت إليه الكويت والمفروض أن تكون أحلى بلد، مستشفيات متهالكة ومخجلة والدخول لمستشفى الرازي يجعل الرازي يحتج في قبره.
الخلل عند القياديين والمسؤولين، الخلل في عدم تحمل المسؤولية من قبل البعض، وعدم تقوى الله في بلد معطاء طيب، الخلل في مجلس منتخب انشغل بمصالحه الخاصة ومصالح ناخبيه الشخصية والوقوف عند أمور قد تعرقل أكثر مما تعمل على تنمية.
حتى الزراعة في الشوارع بدأ الإهمال يطولها، فلم نعد نرى الورود الملونة أو البسط الخضراء بل ان الموجود أخذ يموت متألما يابسا.
يا كويت يا أحلى بلد يبكي المخلصون معك وعليك.
[email protected]