لا أتوقع أن تلد المملكة العربية السعودية امرأة تنادي بما يخالف الشريعة الإسلامية ولا أتوقع كاتبة لها هذا الأسلوب في التعبير والقدرة على الطرح والمناقشة بموضوعية أن تقصد ما فهم ظاهريا. ولا أتوقع أن تفتح جريدة مصرية أبوابها لمقال قد يخدش الحياء العربي أو يضر الفكر الإسلامي ولا أتوقع أن المقصود من مقالة الزميلة المحترمة نادين البدير ما أخذ من قشوره فقط.
فالأخت من المستحيل أن تنادي بتعددية لا يقبلها الدين الإسلامي ولا أي دين سماوي آخر، ولا ترضى أن تضع المرأة عموما والمسلمة على وجه الخصوص نفسها في موقع يقلل من مكانتها ويهين كرامتها ولم أتوقع أن يفهم كاتب كبير أحترمه وأعزه كفؤاد الهاشم المقالة بصورة سطحية أو لم يقرأ جيدا ما بين السطور، نحن أحيانا لا نفهم ماذا يكمن في أعماق الكاتب فيظهر مقاله لنا مختلفا عما قصده.
المرأة تصرخ، تريد إيصال رسالة للعالم أجمع عن ظلم يلحق بالمرأة المسلمة ليس من وراء التعددية فقط وإنما هي صرخة آلام متعددة تستنزف طاقتها وتميت روحها وتقتل فيها العقل والإنسانية، صرخة حين تستباح خصوصيتها بخيانة الرجل ويعتدي في هذه الخيانة على جسد وقلب وبيت وتاريخ، هي تريد أن توضح مدى قذارة الخيانة حين تلحق بها خاصة بامرأة أعطت وأخلصت، هي تريد معالجة مثلث الخيانة ما بين زوج وزوجة ودخيلة، هي تريد أن توضح سلبيات الزواج بأكثر من امرأة على جميع الأطراف بما في ذلك النساء الأخريات، تريد أن تلقي الضوء على مدى استغلالية الرجل للآية الكريمة (مثنى وثلاث ورباع) وانها فهمت خطأ (ولن تعدلوا) حين تريد أن تقول أن ما يقبله الرجل لنفسه يحرمه عليها، يكره خيانتها يريدها عمياء صماء خرساء عن علاقاته، هي تريد أن تعبر عن نزيف داخلي لا يشفى كإنسان أولا ثم كامرأة من غدر رجلها وسلطته وأنانيته، هي تريد أن تشرح إنسانيتها ومعاناتها الشبيهة بمعاناته ولكنها ترفض حلوله وتطبق «صبرا جميلا»، هي تريد أن توضح كيف أنصفها الإسلام في الإرث وكيف ظلمها الرجل في أبسط حقوقها، هي تريد أن تقول أن الملل وارد لكل من الطرفين ولكن علاج كل منهما مختلف عن الآخر فظهرت أنانية الرجل ووضح إيثار المرأة، هي تريد أن تقول إني إنسان.
إن غالبية التعليقات على مقالة الزميلة فهمت القشور، والتعددية للمرأة مرفوضة قلبا وقالبا لأنها ضد العقل والمنطق وأولا ضد الدين.
[email protected]