ممتعة هي المتابعة للبرامج التي تقدم عن الحيوانات، حين يهرب الفرد منا من أخبار تهز النفس والقلب عن الحروب الطاحنة في جميع القنوات العربية والفضائيات المختلفة، خاصة حين تكون المتابعة للأخبار جزءا من دراستي لمقرر في قسم الإعلام فيمل الفكر من تداعيات الاضطرابات في العالم أجمع، لذا الإنسان يرغب أحيانا في الابتعاد عن أمور تزعجه وتؤلم العقل والقلب معا.
برامج الحيوان وعالمه يشدك للتعرف على هذا الكائن الحي بكل أنواعه وسلوكياته. ما أريد قوله إن هذه البرامج توضح في أوقات كثيرة مدى عناية الآخرين بالحيوان والرأفة به. فترى كيفية الإنقاذ له ومراعاته والتصرف معه بعدالة ورحمة في مواقف متعددة وظروف صعبة لدرجة بكاء المنقذ في غالبية الأحيان. فترى المسعف كأنه أمام طفل في أزمة، لا أمام حيوان، ناسيا كل شيء متذكرا فقط أنه كائن حي يتأثر ويتألم ويعاني، بينما ترى في مستشفياتنا للأسف تعامل البعض مع المريض بحدة وإهمال وتصلب في المشاعر وتحجر في القلوب. إن الحيوان كائن حي ومن لا يرحم لا يرحم والرسول عليه أفضل الصلوات والسلام حذر المرأة من دخول النار فقط لحبسها القطة.
ونحن للأسف كمسلمين على الرغم من جمال الدين الإسلامي ومبادئه وتسامحه والرأفة التي تعلمناها من خلاله، وطيب قلب قدوتنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لا نتعامل مع الحيوان بالصورة المطلوبة، ولا ننفذ أوامره سبحانه أو توصياته عليه الصلاة والسلام ونظن أنه كائن لا إحساس له ولا مشاعر لديه ولا يتألم ولا يفهم وبالتالي نقسو ونضرب ونحبس دون تعاطف أو رحمة، بينما الآخرون ترى التعامل الراقي في التعاطف مع الحيوان وفي طرق نقله وإسعافه. في سرعة تلبية النداء حين الحاجة لمساعدتهم فيما يخصه، في الأماكن المخصصة لإيواء الحيوانات، لتوفير جميع أنواع العلاج من دواء وأجهزة وخلافه، لإيجاد أسر تعنى بالحيوان الذي لا بيت له أو مالك، للعيادات الكاملة للحالات المرضية لديه، لمعاقبة أصحاب الحيوان حين يعملون على إيذائه لأمور كثيرة أقف خجلة أمامها حين أقارن بين معاملتهم للحيوان ومعاملتنا، للعناية بعلاجهم وعناية أطبائنا لذوي البشر لدينا.
كنت صغيرة حين كنت أتابع أبي ـ رحمه الله ـ ومعاملتـه لـ «الحمام،، الذي كان يعشقه ويلبي احتياجاته والخوف عليه والتألم لألمه والتحدث معه كما يحدث الصديق رفيقه، علّمنا هذا الرائع كيفية التعامل مع الحيوان وعلّمنا كيف نخاف الله فيه وعلّمنا كيف نتخذه رفيقا.
[email protected]