هذا ليس عنوانا لمقال لي صنعته بنفسي وإنما هو عنوان لمقال كتبه مهندس إنجليزي عمل في منطقة الخليج لمدة 33 عاما متنقلا بين دولها وتم نشر مقاله في جريدة التايمز اللندنية.
كان المقال مكتوبا بأسلوب ساخر اعتذر في نهايته الكاتب لقراء الجريدة من أصحاب البشرة البيضاء عن أسلوبه، ولكنه لم يعتذر لأبناء دول الخليج العربي من أصحاب البشرة السمراء عن رأيه فيهم.
انتقد الكاتب أساليب المعيشة في هذه الدول وإن كان جزء من رأيه فيه شيء من الصحة والصواب لكن النقد إن كان بأسلوب السخرية والاستهزاء يجرح خاصة أن هذا المهندس المعماري عايش أبناء شعوبنا ولم يذكر أي جانب لصالحهم أو يمتدح أي خصلة فيهم وكل ما ركز عليه هو سلبيات واضحة أظهرها بصورة حادة قاتلة بسخرية مغضبة ولم يتطرق لإيجابيات هذه البلدان أو يذكر أيا من محاسنها.
نحن نتفق معه في النظرة التشاؤمية للغد والمستقبل، الخليج العربي ودوله خاصة مرحلة ما بعد النفط وكان لزاما عليه أن يعطي حلولا منطقية من واقع دراسته وفكره لهذه المرحلة، لكن مقالته أظهرت شعوب الخليج بصورة سيئة أمام مجتمع لا يعرف عن واقعنا شيئا.
ولست أدري ما كمية الكره الداخلي لدى شخصية الكاتب لبلاد عاش فيها كل هذه السنوات الطوال وإن لم يعجبه الوضع الحياتي والإداري فيها فلماذا مكث فيها سنواته تلك؟ ربما أجاب هو عن تساؤلي هذا حين ذكر في آخر مقاله «إذا لم يجمع الشخص المال من الخليج فلن يتمكن من ذلك في أي مكان في العالم».
إنه من المؤسف أن يكون هذا واقعنا أمام العالم لا إنجاز ولا علم ولا اختراعات ولا أي شيء يدل على مستقبل مشرف.
نحن نردد ما ردده الكاتب وننتقد أنفسنا في الوزارات والشركات وأنظمة المرور والتنوع المخيف للجاليات والواسطة والفساد الإداري والتفاخر بالمال والسيارة وغيرها لكن في المقابل لدينا عقول مفكرة وأطباء ومهندسون ومحامون جيدون ولدينا كتاب متمكنون ولدينا مخلصون يخافون على مصلحة البلد، لكن لابد من الوصول لأغوار الفساد وبدايات كل تلك السلبيات والقضاء عليها من منبعها حتى نحسن صورة دولنا وهذا كله بأيدي أولياء أمورنا.
واستكمالا لنظرة هذا الكاتب الإنجليزي «فيليب جي ـ بارني» ما طالعتنا به الإعلامية الكبيرة «أوبرا» بأننا شعب يعتمد على كل جالية موجودة بينه وكأنه شعب «يأكل ويمسح يده بالطوفة» ناسية أن لدينا من الإعلاميين من يملكون نفس صفاتها الإبداعية والقدرة على الإقناع والنقاش الجيد والطرح وإن كانت هذه هي نظرة غالبية الأجانب أو العرب للشعوب الخليجية فلابد من دراسة الموضوع دراسة جادة للوقوف على أسباب المشكلة ومن ثم معالجتها لمعرفة أين تقع أسباب هذه الظواهر وكيف تعالج وأن نعمل مخلصين لبلادنا التي أعطت دون حدود لتحسين صورتها أمام المقيمين ومن هم خارجها، لنظهر الجوانب الايجابية بدءا من الصحف التي تركز على الجرائم والخلل وتضخم الخبر السيئ وتركز على السلبيات ونادرا ما تذكر النواحي الإيجابية كما تهتم بالمرور وقوانينه فهو الجانب الأول الذي يحكم فيه على مدى حضارية الشعوب بتطبيق القانون وبشدة إن لم اقل بقسوة مع إحالة كل من يتقدم للواسطة لأي مخالف للقضاء وان تركز وسائل الإعلام كلها على إنجازات بلادنا وأن تهتم دولنا وترعى مبدعيها، حتى لا يظهر أي شخص في العالم ليكتب عن شعب الخليج فيظهره بهذه الصورة المجحفة.
[email protected]