مشكلة الحكومة الكويتية، عفوا اقصد احدى مشكلات حكومتنا هي الفشل في التسويق لإنجازاتها، والأسباب وراء هذا الفشل كثيرة، من ابرزها وجود مسؤولين غير مؤهلين وآخرين مترددين، ونوع آخر هو الأكثر ضررا للبلاد والعباد وهم الباحثون عن رضاء الوكيل والوزير، اذا كان هناك طبيب تجميل فهناك مسؤولو تجميل يمارسون عمليات تجميل لإداراتهم واسلوبهم في العمل بل وعلاقتهم مع المواطنين باحتراف، المهم ان المسؤول عنهم يكون راضيا بغض النظر عن الإنجاز أو المصلحة العامة، تجدهم يعملون على نظافة الإدارة قبل زيارة الوزير ويحرصون على ملاحظات الموظفين ومطالبهم من خلال وعود التخدير حتى لا تظهر أمام الزائر.
اما في يوم الزيارة فتجد الأبواب المغلقة فتحت والابتسامة مستمرة، خدمة الوطن والمواطن شعارهم، فتجدهم في الممرات وأماكن الاستقبال للوقوف على معاملات المواطنين والمقيمين بأنفسهم، وإذا وجد مراجع يعرفهم أو لا يعرفهم يصرح لوسائل الإعلام، مشيدا بهم فأنعم وأكرم، تواضع وتفان، لله درهم، هؤلاء هم السبب في عدم معالجة الكثير من السلبيات، فالوكيل والوزير بعد الزيارة يجدان العمل لا يحتاج الى أي تعديل.. «الوضع وردي». ولعل ما يساعدهم في جهودهم المباركة في عمليات التجميل ان الوكيل والوزير يحددان مواعيد الزيارة بشكل مسبق فلا مجال للزيارات المفاجئة. هؤلاء المسؤولون هم سبب عدم التسويق لإنجازات الحكومة بالشكل الصحيح بل عدم اظهار الكويت كما يجب ان تكون في الوقت الذي استخدمت فيه دول مجاورة كل الوسائل لإبراز ما لديها من إنجازات لا تعادل ما لدى الكويت، مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بسبب سوء التسويق لهذا الصرح تحول الى أوبرا وحفلات غنائية فقط وهذا غير صحيح ولم تصل حقيقته الى الكويتيين انفسهم في وقت كان يجب ان يصل الى العرب على اقل تقدير. قرية الشيخ صباح الأحمد التراثية تنطلق فعالياتها وتنتهي دون معرفة الكويتيين ايضا بدلا من ان تكون معلما يحرص كل زوار الكويت على الذهاب اليه، ناهيك عن الأعمال الخيرية والفعاليات في شتى المجالات التي تنطلق وتنتهي دون أي اثر لها في خدمة الكويت اعلاميا وسياحيا واقتصاديا. باختصار في ظل وجود مسؤولين يسوقون لأنفسهم اكثر من الوطن، مسؤولين يحاربون الكفاءات حتى لا يأخذوا أماكنهم حسب تفكيرهم لن نصل الى أي إنجاز حقيقي ولن تظهر بلدنا كما يجب ان تكون.. هذا ودمتم.
[email protected]