نشرت شبكة فوكس نيوز الإخبارية تحليلا سياسيا حول زيارة ولي ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة ولقائه مع الرئيس الأميركي ترامب، وجاء التحليل بعنوان «السعوديون قادمون» في إشارة إلى أن السياسة الخارجية السعودية تحركت عالميا بطريقة مختلفة وبأسلوب مختلف فرضته الأحداث الأخيرة في العالم وتحديدا في الشرق الأوسط.
واستعرض التحليل مستقبل العلاقة السعوديةـ الأميركية في ظل الإدارة الأميركية الجديدة.
ومن خلال قراءة سريعة للأحداث الأخيرة يمكننا القول إن عنوان «السعوديون قادمون» انتهى ويمكن استبداله بعنوان «السعوديون وصلوا» وذلك بعد لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترامب والإشارات التي حملتها هذه الزيارة، حيث كان الأمير الشاب هو أول مسؤول عربي يلتقي الرئيس الأميركي إضافة إلى اللغة التي تحدث بها سمو الأمير محمد بن سلمان أمام ترامب واستخدامه عبارات ذكية استطاع من خلالها إبراز أهمية اللقاء للرأي العام العربي من جهة والأميركي من جهة أخرى، فسمو الأمير من خلال كلماته لم يذهب لمصالح سعودية بحتة بل لمصلحة مشتركة يجب على الأمريكان الحرص على حمايتها قبل السعوديين، وأيضا هناك مخاطر لا تقتصر على السعودية بل تصل إلى الولايات المتحدة بطريقة أو أخرى.
نعم السعوديون وصلوا بعد هذا التحرك السياسي والديبلوماسي من قمة الهرم إلى القاعدة.
وإن كان لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع ترامب تمهيدا لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الولايات الأميركية فإن الجولات التي قام بها خادم الحرمين خلال الفترة الماضية لا يمكن الكتابة من دون الإشارة إليها وأهميتها سواء من حيث مكانة الدول التي قام بزيارتها وتأثيرها في المجتمع الدولي أو من حيث تدشين نهج جديد في زيارة دول لم يكن الكثير من المحللين يرى أهميتها ووجوب الحرص على الاهتمام بالعلاقة معها على هذا المستوى.
وصل السعوديون بعد أن استطاعوا في الفترة الأخيرة إدارة تحالف دولي في اليمن ومواجهة التدخلات الإيرانية في البحرين ناهيك عن الشأن الداخلي السعودي الذي حاولت إيران العبث به وفشلت.
وهي المواجهة التي لم تنعكس سلبا على الوضع الداخلي في الجوانب المختلفة ومنها الوضع الاقتصادي.
السعوديون بعد التحركات الأخيرة أثبتوا أن الصمت دائما لا يعني الضعف وإن كانت النتائج المبدئية تثبت علو كعب السياسة الخارجية السعودية خلال المرحلة الحالية إلا أن الأيام المقبلة والنتائج المنتظرة ستكون أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه بعد الاتفاق بين الرئيس الأميركي وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على الخطوط العريضة وفي مقدمتها الدور الإيراني في المنطقة ومناطق الصراع في الوطن العربي، وهو ما يعطي الرياض دفة قيادة المنطقة وبالتالي إعادة صياغة العلاقات بين دول الشرق الأوسط.. هذا ودمتم.
[email protected]