تعالت الأصوات واختلفت الآراء حول تبرع الجمعيات الخيرية خلال فعاليات مؤتمر اعمار العراق مؤخرا في الكويت ولكل طرف مبرراته.. رافض يرى في ذلك إقحاما للعمل الخيري بالعمل السياسي وتصرفا غير موفق بأموال متبرعين يرغبون في صرفها بأماكن أخرى من العالم وقد حاورت احدهم وقال غاضبا هل من المعقول ان أتبرع ليتيم في الصومال او جائع في سورية وتذهب تبرعاتي لسياسي او عضو في الحشد الشعبي في العراق؟ وأكدت ان الأمر ليس بهذه الصورة ولكن تبقى هذه مخاوفه وهواجسه.. وعلى الطرف الآخر مؤيد لموقف الجمعيات الخيرية يرى ان عمل الخير لا يتجزأ ولا علاقة له بالدول ولا التوجهات السياسية للأفراد فالعمل الإنساني والإغاثي يبحث عن المحتاج بعيدا عن جنسيته وعرقه ولونه والتبرع للعراق سيذهب لمن يستحق وبإشراف الجمعيات.. وبين رافض ومؤيد تختلف الحجج ودرجة حدة المواقف ومن باب احترام الآراء الذي تعودنا عليه نحترم جميع وجهات النظر باعتبارها ظاهرة صحية يمكن من خلالها تقويم الاعوجاج في اي عمل مهما كان وأينما حدث.
الا ان حدة بعض هذه المواقف ووصول البعض الى المطالبة بمقاطعة الجمعيات الخيرية هو الأمر الذي يجب ان نتوقف عنده، فالمقاطعة هنا ليست للأشخاص الذين اتخذوا هذا القرار وليست للجمعيات ذاتها وانما مقاطعة للعمل الخيري وللأيتام والمحتاجين في مختلف بقاع الأرض وهو الأمر الذي لن يقبله اي كويتي بعد ان جبلنا على فعل الخير ونحن البلد الوحيد في العالم الذي تتوزع فروع جمعياته الخيرية والإغاثية بين بيوت المواطنين وفي سكنهم الخاص فلا تمر مناسبة أو كارثة في مختلف الدول الا ونجد دعوات المساعدة تنتشر بين منازلنا.. ولا يجد كويتي الا يردد بأن الكويت محفوظة وعادت بعد ان احتلت من النظام العراقي الغاشم بأعمال الخير التي يقوم بها اهلها وبدعوات الأيتام والأرامل والمحتاجين.. لنختلف بكل اتجاه والى ابعد مدى ولكن نقول بصوت واحد الا الجمعيات الخيرية يجب ألا تتأثر بخلافاتنا مهما كانت الأخطاء ومهما كان التجاوز من القائمين عليها ان وجد.... هذا ودمتم.
[email protected]