أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون شفاء ورحمة للعالمين، وأتم الحديث النبوي الشريف الأمور المتعلقة بالحياة والأمور الدنيوية حتى يتمكن الإنسان من طاعة الله وعبادته حسب تعاليم الدين الإسلامي السمح، وبدأ نزول الوحي على نبينا صلى الله عليه وسلم بآية تدعو للقراءة، لأن القراءة من مقومات الدين الإسلامي وتنفيذ مبادئه.
فالطبيب يجب أن يطلع ويقرأ المراجع ليتعرف على أحدث المستجدات الطبية في العلاج والوقاية وكيفية التعامل مع الأمراض المختلفة، والمدرس يجب عليه ان يتابع المناهج الجديدة وبما يتفق مع مستجدات الحياة ومع طبيعة المجتمع الذي ينتمي اليه، والقاضي يجب ان يطلع على أحدث الكتب والقضايا الأخرى ليكون حكما عادلا ويتوافق حكمه مع القضايا المستجدة، أي ان القراءة يجب ألا تكون مقصورة على الطالب في المدرسة كما يعتقد البعض، ولا ينتهي دور القراءة بمجرد الحصول على أي شهادة علمية، فالحصول على الشهادة لا يعتبر نهاية المطاف ولكنه بداية البحث والقراءة المستفيضة والاطلاع لتطوير النفس والسير مع قطار الحياة، ومن يحصل على شهادة معينة ويعتبر هذه الشهادة هي النهاية سيمضي عليه الدهر وتكون أفكاره قديمة وبالية ولا تتماشى مع مستجدات الحياة سواء في العمل أو في العلاقات الاجتماعية.
وقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان عن الحيوان بالعقل والتفكير فالعقل ينمو ويكبر ويتغذى بالقراءة والاطلاع وزيادة العلم وقد قال الإمام علي رضي الله عنه ان الخير في زيادة العلم وليس في زيادة المال والأبناء، ولكن مع الأسف هناك البعض الذين يشغلون بعض الأماكن الحساسة ولا يحبون القراءة والاطلاع حتى في أعمالهم اليومية ولا يكلفون أنفسهم بعض الوقت لقراءة الكتب التي ترد اليهم وكان هذا السبب الرئيسي في فشلهم في أداء واجباتهم ومهامهم.
والكثير من الدول المتقدمة نهضت بحضاراتها بسبب وجود العلماء والخبراء الذين يبحثون ويتابعون تجارب الآخرين ويطلعون على أحدث الأبحاث ومن ثم يطورونها وبذلك يجنون نتائج تجاربهم وأبحاثهم بأبحاث أقوى من الأبحاث السابقة ومعلوماتهم تكون حديثة مما يجعل البعض يعتقد ان هناك معجزة في هذه الدول، لقد كان ذلك جليا في قرآننا الكريم الذي دعانا للقراءة المستمرة لاكتشاف أسرار الحياة وقد قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم)،وقال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).