«لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك»، دعانا الله عز وجل لاستخدام جميع حواسنا بما يرضيه وبما يوجب طاعته، فاللسان هو ذلك العضو الذي يتحرك دائما دون دأب ودون كلل أو تعب، وهو عضو يجب استخدامه في الذكر الحكيم والكلمة الطيبة والدعاء، اما من يستخدم لسانه في السب والشتم والنميمة فإنما يجني على نفسه ويستحق غضب الله سبحانه وتعالى عليه وسيحل عليه العقاب من رب العالمين وهذا يبعد عنه الناس لأن النميمة وذكر الاخرين بالاقوال المشينة تجعل الجميع ينفرون منه، لان من يذكر الآخرين بالسوء امامهم فلا بد ان يذكرهم بالاسوأ امام الآخرين، والغيبة والنميمة من الكبائر اذ شبهها الله عز وجل بأكل لحم الآخرين نيئا، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم – الحجرات 12).
سبحان الله، اللسان صغير الحجم متواجد في الفم ولكنه كثير الحركة دون تعب صاحبه فمن استخدمه استخداما سيئا يغضب الله ورسوله ويؤذي الآخرين ويكثر الاعداء ويبعد الاصدقاء وبذلك تكثر السيئات والعقاب من رب العالمين في الدنيا والآخرة، اما من استخدمه في ذكر الله وقراءة القرآن والدعاء لنفسه وللآخرين فإن ذلك يرضي الله ويقرب الناس منه ليستمتعوا بكلامه الطيب واقواله المأثورة.
ولكن كيف نقوّم اللسان ونجعله يبتعد عن الغيبة والنميمة وعن كل ما يغضب الله؟ لابد من شغل اللسان بالقراءة المفيدة سواء قراءة القرآن او قراءة الكتب المفيدة والتحدث مع الآخرين بما يرضي الله ورسوله والابتعاد عن كل من يتحدث عن الآخرين بالسوء لأن الغيبة والنميمة مثل الوباء تنتقل العدوى من شخص لآخر يخالطهم فمن الافضل الابتعاد عن هذه المجتمعات والافراد الذين ليس لهم اي وظيفة في الحياة غير ذكر الآخرين بما يكرهون وذكر عيوبهم. واجعل لسانك جميلا بالاحاديث الطيبة وبالكلمات المنتقاة وبالادعية الصالحة واشغل وقت الفراغ بالاعمال الصالحة وبأداء واجباتك على اكمل وجه واستعذ بالله من الشيطان الرجيم دائما باللسان صغير الحجم ولكن اثره كبير في النفوس، وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من قذف المحصنات اذ ان اللسان كالمنشار ان استخدمته الاستخدام الحسن فإنك تكون محبوبا من الله ومن الآخرين وان استخدمته الاستخدام السيء فإنك تكون منبوذا من الجميع وتترك آثارك في النفوس مدى الدهر.