حددت منظمة الصحة العالمية يوم العاشر من الشهر المقبل ليكون اليوم العالمي لمنع الانتحار وذلك بتعزيز الالتزام في جميع أنحاء العالم بمنع الانتحار حيث بلغ عدد حالات الانتحار نحو 3 آلاف حالة يوميا في دول إقليم شرق المتوسط وإذ توجد بها 20 محاولة انتحار أو أكثر لكل حالة من حالات الانتحار، وتبلغ الوفيات في العالم 16 حالة وفاة بسبب الانتحار لكل 100.000 شخص أي ما يساوي وفاة واحدة كل 40 ثانية.
ونظرا لازدياد حالات الانتحار في السنوات الـ 45 الماضية حيث بلغت 60% في العالم، تم تحديد اليوم العالمي لمنع الانتحار لتعزيز التوعية بمنع الانتحار وتحديد أسباب الانتحار وطرق الوقاية إذ لابد من الإشارة هنا الى ان السبب الرئيسي للانتحار هو ضعف الوازع الديني، إذ ينهي المنتحر حياته بسبب المشاكل النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو تعاطي الكحوليات والمخدرات، والتوعية الدينية من أهم طرق الوقاية من الانتحار إذ ان تقوية الوازع الديني والالتزام بمبادئ الإسلام والإيمان بقضاء الله وقدره تجعل الإنسان راضيا بما كتبه الله له وقدره له في الدنيا، وبالعمل الصالح والدعاء يستطيع الإنسان ان يتخطى جميع الصعاب التي يواجهها في حياته دون الشعور باليأس، فالبعض ينتحر بسبب سوء الأحوال الجوية إذ ان بعض الدول تغيب فيها الشمس لأيام طويلة ما يجعلهم يشعرون بالاكتئاب ومن ثم يقومون بالانتحار، والبعض الآخر يقدمون على الانتحار بسبب فقرهم وعدم الحصول على قوتهم وقوت أبنائهم وإحساسهم بالعجز، ولكن هل فكر المنتحر في عقاب الله سبحانه وتعالى له؟ إذ ان الانتحار هو اعتراض على قضاء الله وقدره وبه يقرر الإنسان إنهاء حياته التي قدرها الله له، فالمنتحر سينال عقابه من الله سبحانه وتعالى ويكون له الخزي في الدنيا والنار في الآخرة وبهذا يكون قد خسر الدنيا والآخرة، وفي هذه المناسبة لنعمل جميعا لمنع الانتحار بالتوعية الدينية وبمشاركة جميع الوزارات والمؤسسات وجمعيات النفع العام لنوضح للجميع آثار الانتحار السلبية وعواقبه الوخيمة وكيف نمنع وقوع أي شخص في هذا الخطأ الفادح الذي يغضب الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا تُرجعون ـ المؤمنون: 115).