توالت الأحداث مؤخرا في بعض الدول العربية والخليجية، وشهدت هذه الدول المظاهرات والمسيرات التي تندد بالنظم الحاكمة فيها وطلب التغيير، وكانت هناك بعض أعمال الشغب وترويع المواطنين الآمنين فيها من بعض الفئات التي تهدف الى تدمير الوحدة والأمان، هل نقف مكتوفي الأيدي تجاه هذه الأحداث المتوالية والتي تزعزع الأمن والاستقرار؟ لابد لنا من وقفة جادة وسريعة تجاه ذلك إذ لابد من تكثيف الحملات التوعوية والتثقيفية للشباب الذين يشكلون عمود المجتمع وحضهم على الولاء والانتماء للوطن عن طريق جميع وسائل الإعلام سواء المرئي أو المسموع أو المقروء حتى لا نتعرض لمثل هذه الأمور في وطننا، ولا ننسى دور القادة الدينيين للدعاء لهذا الوطن المعطاء بأن ينعم بالأمن والأمان في ظل القيادة الحكيمة ودعوة المواطنين كافة شبابا ورجالا ونساء للتلاحم والتعاون مع الحكام للحفاظ على كيان الوطن وعلى خيراته، ولا نقف عند هذا الحد فالأسرة لها الدور الكبير في تنشئة الأبناء التنشئة الصحيحة وغرس التعاليم الدينية والمبادئ الإسلامية في نفوس الأبناء وحثهم على العمل والتعلم لننهض بالوطن ونرتقي به، قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ـ الأنعام: 82). ولا نغفل دور المدرسة في تعليم الأبناء المواطنة والتفاني في خدمة الوطن بما يرضي الله لأن الوطن درة يجب المحافظة عليها على مدى الأزمان حيث انه لا قيمة للإنسان دون الوطن، وكان ذلك جليا أثناء الاحتلال الآثم، وما ترتب عليه من آثار مازالت تعاني منها البلاد حتى الآن، إن دور مؤسسات المجتمع المدني لا يقل أهمية عما ذكر، فيجب ان تحرص هذه المؤسسات على استقطاب الشباب وحثهم على الأعمال التطوعية التي تعبر عن حب الوطن والوفاء له لما يقدمه لنا جميعا من خيرات وأمن وأمان، ودور الوزراء والمسؤولين في جميع الوزارات ومؤسسات الدولة يجب متابعته والتأكيد عليه من جميع الجهات الرقابية حتى تتم مكافحة الفساد بجميع أنواعه وعلى جميع المستويات حتى لا نتعرض للضغوط من بعض فئات المجتمع التي تتخذ ذلك حجة للمسيرات والمظاهرات التي تتم، وأشيد هنا بسلطنة عمان التي اتخذت الإجراءات التصحيحية بناء على رغبة الشعب في وقت قياسي لتنعم بالأمن والأمان وتحافظ على وحدتها وتماسكها، لنعمل جميعا ولنتكاتف ونكون يدا واحدة لتصحيح بعض الأمور في الوطن ونكافح الفساد للنهوض بهذا الوطن ونحافظ على مكانته أمام العالم فالوطن هو السكن الذي تسكن اليه النفوس وهو الإحساس بالأمن والاستقرار، قال تعالى: (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين ـ النحل: 80).