هند الشومر
لقد حبانا الله سبحانه وتعالى في هذا البلد بقيادة سياسية واعية ومدركة لأهمية الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، ولذلك كان دستور 1962 هو الكتاب الذي اتفق عليه الكويتيون دون سواه لتنظيم حياتهم السياسية والعملية، فكان ومازال الرأي والرأي الآخر وحرية التعبير واحترام الرأي سمة من سمات هذا الدستور وهذا الشعب الواعي، وهناك ما يؤلم إذ إنه يوجد بيننا أشخاص لم يطلعوا على دستور الكويت ولم يدركوا احكامه المهمة في مجال حرية الرأي وحرية التعبير التي كفلها الدستور لكل إنسان وفقا للمادة 36 والتي تنص على أن «حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون».
وإن كان للبعض عذرهم في عدم إدراكهم لأهمية الحق الدستوري لانهم قادمون من بعض الدول والمجتمعات التي يسودها القهر وتمارس بها اساليب القمع لحرية الرأي ولا تتمتع تلك المجتمعات بالديموقراطية ومن يحاول التعبير عن رأيه بحرية فإن مصيره ومثواه يكون «وراء الشمس» أو يقتاده «زوار الفجر».
والأكثر إيلاما أن تكون حرية الرأي تهمة تستوجب المساءلة القانونية من البعض.
الأمل أن يستوعب كل مسؤول أهمية حرية الرأي وان يطلع على دستور الكويت ومذكرته التفسيرية التي جعلت من حرية الرأي حقا دستوريا لكل إنسان لاعتبارها أهم مقومات حقوق الإنسان، ونحمد الله أننا نعيش في دولة ديموقراطية ليس بها «زوار للفجر».
إن حرية الرأي تعزز الصحة النفسية في المجتمع وتكافح القهر والتسلط والارهاب الفكري.
ولولا مناخ حرية الرأي في الدول المتقدمة لما حققت التقدم والتنمية، إذ لا تتحقق التنمية من دون حرية الرأي وحرية التعبير وهذا أحد المؤشرات التنموية التي تستخدم لإعداد تقارير التنمية البشرية التي ينشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي undp سنويا للمقارنة بين الدول.
إن الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه اعطائنا دروسا ربانية حول الحوار والاستماع للرأي الآخر، حيث استمع رب العاملين الى ابليس عندما رفض ان يسجد لآدم.
قال تعالى:
(قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين - سورة ص: 75، 76).
وهناك الكثير من الآيات القرآنية حول الحوار وحرية الرأي.