هند الشومر
الصحافة مهنة متخصصة للتعبير عن الآراء بصدق ولتعكس وجهات النظر المتفاوتة بين الناس، والصحافي الناجح هو الذي يلتزم بالأمانة والحيادية في طرح المواضيع، ولكن في هذه الأيام أصبح بعض من لا عمل له يعمل بالصحافة لأنها الجهة الوحيدة التي تستقبل الجميع دون استثناءات.
وكذلك أصبح البعض يستغل صحيفة دون أخرى للتعبير عن آرائه وأفكاره وأحيانا اخرى يكتب بعض آرائه الخاصة بالمواضيع المطروحة بطريقة يسخرها لمصلحته الخاصة أو لمصلحة من يواليهم حتى ولو لم تكن الحقيقة، وبهذا يتم تمويه الحقائق.
الصحافة هي تلك المهنة التي يشهد لها التاريخ بأنها تعبر عن الحقائق والآراء السديدة والنقد البناء ويجب ان نحافظ على خصوصيتها وعدم قلب الحقائق في طرح المواضيع في اي مجال من المجالات وعدم تجريح البعض على انها حرية الصحافة، والصحافي المهني كان ولايزال بقوته في مناقشة الأمور لدرايته واطلاعه وخبرته، وهو من يبحث ويتأكد من الحقيقة قبل نشرها.
وإن كان لابد من توظيف البعض في مهنة الصحافة، خاصة من لا عمل لديهم، فالأفضل ان يتم تدريبهم بالدورات الخاصة التي تعدهم اعدادا مهنيا وتزودهم بأهم ما يجب ان يتسلح به الصحافي قبل اقدامه على العمل وقبل تسلمه لزمام الأمور ألا وهي الأمانة الصحافية.
فالصحافة مهنة لا يمكن الاستهانة بها وهي السلطة الرابعة في الدولة والتي بها يستطيع كل فرد ان يلجأ اليها بحرية تامة، وقد ساهمت الصحافة في الكثير من الامور المهمة التي تخص الدولة سواء كانت تشريعية أو تنفيذية، والصحافي المؤهل هو من يؤدي رسالته بشفافية ووضوح تام دون التجريح الآخرين، ولكن ما نراه اليوم في بعض الصحف يتنافى مع ما يحتمه شرف المهنة ويتنافى مع المهنية التي يجب ان يلتزم بها البعض، فالصحافة يجب تسخيرها لخدمة الوطن لا لهدمه، ولحلول المشاكل لا لتعقيدها، والصحافي المهني يجب ان يكون حياديا في عمله ولا يلجأ لمصالحه الخاصة وبذلك يسخر كتاباته لخدمة البعض دون الآخر، ولكن الأهم هو كشف الحقائق لا لتلفيقها للبعض، وهنا ادعو بعض الصحف لضرورة اعداد بعض الصحافيين لديها لاعدادهم أولا بأهم مقومات الصحافة ومن ثم ابعادهم عن المهنة ان ثبت تورطهم مع البعض دون الآخر، فالحيادية مهمة جدا حتى لا تتعرض هذه الصحف للقضايا التي ترفع من قبل المتضررين وبذلك تفقد الصحيفة مصداقيتها، فالصحافة مهنة سامية ولها كتابها المعروفون على مدى الأزمان والسنوات الذين ساهموا في خدمة الوطن والقضايا الوطنية المهمة فلنحافظ عليها ابدا.