هند الشومر
خلقنا الله سبحانه وتعالى لعبادته وطاعته وأمرنا بالاستعاذة من الشيطان الرجيم في كل ما نقوم به من أعمال، وحذرنا من الكفر والنفاق والظلم والكذب وشهادة الزور، وقلب المؤمن خير دليل على إيمانه لتعلقه بالقرآن وبالطاعات الى الله عز وجل وبالسنة النبوية الشريفة، إن القلب هو «الدينامو» للجسم الذي يحركه وإذا صلح القلب صلح الإنسان، ولكن كيف نجعل قلوبنا صالحة؟ بأعمال الخير ومساعدة الضعفاء واحترام كبار السن وبالكلمة الطيبة والابتسامة في وجه الآخرين، وكذلك بالصدقات والصيام واتقان العمل لأن الإخلاص في العمل يعتبر عبادة من العبادات التي دعانا لها ديننا الإسلامي، هناك البعض ممن لا يتقنون العمل واعتادوا الصراخ في وجه المراجعين وأحيانا طردهم من مكاتبهم وكأن هذه المكاتب ملكية خاصة لهم وليست من أموال الدولة، والبعض الآخر يتخبط في عمله ولا توجد سياسة موحدة للعمل ويتعامل مع الآخرين بتكبر وجبروت خاصة مع الضعفاء ويعامل بعض المراجعين معاملة سيئة وكأنهم جاءوا للتسول وطلب المعونة من أمواله الخاصة، وليست المعاملة الحسنة من حقهم الحصول عليها، إن هذه الفئة من الناس خلقهم الله سبحانه وتعالى بقلوب محطمة متهالكة لا تعي طريق الحق ولا الهداية، قال تعالى:(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ـ الجاثية:23) إن الله سبحانه وتعالى عادل ولم يظلم الإنسان وحذرنا من عواقب الظلم الوخيمة ومن الإذعان للشيطان في أي عمل من الأعمال ودعا الناس الى تصفية قلوبهم بالإيمان والإكثار من الطاعات فهي تنظف القلوب وتنقيها وتبعد عنها اي شرك او معصية قد تجر صاحبها الى طريق الدمار والضلال، قال تعالى: (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ـ غافر: 35)، إن القلب هو المنبع الذي يضخ الإيمان في الشرايين لتصل لباقي أجزاء الجسم فمن يؤمن بربه يرض بقضاء الله وقدره عندما يبتليه بظالم قد يؤذيه ولكن لإيمانه بربه يعرف ان هذا اختبار من رب العالمين ليؤمن بقدره ويرض به ويحتسبه عند الله ليعوضه الله خيرا ومن ثم يقضي الله على الظالم حتى ولو بعد حين، قال تعالى:(ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ـ التغابن: 11).