د.هند الشومر
أقبل علينا شهر الصوم والعبادة الشهر الفضيل الذي تضاعف فيه الحسنات وتصفد فيه الشياطين، وكثرت اعلانات الصحف عن المسلسلات والبرامج التي ستبثها في هذا الشهر وإعلانات المطاعم والمأكولات. ولكن ماذا نفعل هل نستجيب لهذه الإعلانات؟ لا، ثم لا، فالإنسان يجب ان يعد نفسه للقيام بجميع الفرائض والسنن وقيام الليل وقراءة القرآن اذ ان في هذا الشهر تضاعف الحسنات فلنحرص على الإكثار من العبادات والطاعات الخالصة لله سبحانه وتعالى والبعد عن السيئات والعصيان، وكذلك يجب اعداد النفس للعبادة في هذا الشهر المبارك وعدم قضائه في متابعة المسلسلات والبرامج التلفزيونية في الأسواق لأنه سرعان ما ينقضي شهر رمضان وبعد ذلك تندم على الوقت الذي ضاع في أعمال أخرى غير العبادة. كيف نعد أنفسنا للعبادة؟ بالاعتدال في موائد الإفطار وعدم الإسراف فيها، وصلة الرحم، وبقراءة القرآن وقيام الليل، والعمل الخالص لله سبحانه وتعالى، وبالحديث اللين مع الجميع وعدم التأفف من العمل ومعاملة المراجعين المعاملة الحسنة وبنفس راضية والتحكم في النفس عند الشعور بالغضب لأن الصيام فرض على الجميع ليس للامتناع عن الطعام والشراب فقط، ولكنه للامتناع عن كل ما يغضب الله عز وجل.
ان شهر رمضان له طابع مميز يحس به الجميع فلنحافظ على هذا الطابع ونقضي على أي مظهر يشوه صورة هذا الشهر ولنبتعد عن الكذب والنفاق ونلتزم بما شرعته العقيدة الإسلامية ولنكن يدا واحدة في وجه كل من يحاول ان يشوه صورة الشهر الفضيل سواء بالقول أو بالفعل أو بالمظاهر التي قد نراها في بعض الأماكن العامة مثل التدخين والشيشة أو المعاكسات أو الظلم والفساد. ان شهر رمضان هو شهر نزول القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيجب على الجميع التسامح والعفو عند المقدرة عندما يخطئ أي إنسان دون قصد، والابتعاد عن الغضب الذي يفقد الإنسان عقله مما يؤدي الى التخبط وعدم التحكم في الأمور كما ينبغي. ولنحارب كل من تسول له نفسه إثارة الفتن والبغضاء بين الناس وتجنب كل ما نهانا عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وكل ما نهانا عنه رسوله صلى الله عليه وسلم حتى نفوز برضا الله سبحانه وتعالى ونظفر بالحسنات المضاعفة.
قال تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب ـ الحشر: 7).